responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 170


أرى أهل القصور إذا أميتوا * بنوا فوق المقابر بالصخور أبوا إلا مباهاة وفخرا * على الفقراء حتى في القبور وقد جاء في الشعر ( المقبر ) قال :
لكل أناس مقبر بفنائهم * فهم ينقصون والقبور تزيد [1] وهو المقبري والمقبري : لأبي سعيد المقبري [2] ، وكان يسكن المقابر . وقبرت الميت أقبره وأقبره قبرا ، أي دفنته . وأقبرته أي أمرت بأن يقبر . وقد مضى في سورة " عبس " القول فيه [3] .
والحمد لله .
الرابعة - لم يأت في التنزيل ذكر المقابر إلا في هذه السورة . وزيارتها من أعظم الدواء للقلب القاسي ، لأنها تذكر الموت والآخرة . وذلك يحمل على قصر الامل ، والزهد في الدنيا ، وترك الرغبة فيها . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروا القبور ، فإنها تزهد في الدنيا ، وتذكر الآخرة ) رواه ابن مسعود ، أخرجه ابن ماجة . وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة : ( فإنها تذكر الموت ) . وفي الترمذي عن بريدة : ( فإنها تذكر الآخرة ) . قال : هذا حديث حسن صحيح . وفيه عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور . قال : وفي الباب عن ابن عباس وحسان بن ثابت . قال أبو عيسى :
وهذا حديث حسن صحيح . وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور ، فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء . وقال بعضهم : إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن ، وكثرة جزعهن .
قلت : زيارة القبور للرجال متفق عليه عند العلماء ، مختلف فيه للنساء . أما الشواب فحرام عليهن الخروج ، وأما القواعد فمباح لهن ذلك . وجائز لجميعهن . ذلك إذا انفردن بالخروج عن الرجال ، ولا يختلف في هذا إن شاء الله . وعلى هذا المعنى يكون قوله : ( زوروا القبور ) عاما . وأما موضع أو وقت يخشى فيه الفتنة من اجتماع الرجال والنساء ، فلا يحل ولا يجوز .



[1] ذكر البيت صاحب تاج العروس مع بيت بعده ( قبر ) ونسبهما إلى عبد الله بن قطبة الحنفي .
[2] قال ابن قنينة في المعارف : أبو سعيد المقبري : اسمه كيسان روى عن عمر . وتوفى سنة مئة .
[3] راجع ج 19 ص 217

170

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست