نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 165
قوله تعالى : يوم يكون الناس كالفراش المبثوث [4] " يوم " منصوب على الظرف ، تقديره : تكون القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث . قال قتادة : الفراش الطير الذي يتساقط في النار والسراج . الواحد فراشه ، وقاله أبو عبيدة . وقال الفراء : إنه الهمج الطائر ، من بعوض وغيره ، ومنه الجراد . ويقال : هو أطيش من فراشة . وقال : طويش من نفر أطياش * أطيش من طائرة الفراش وقال آخر : وقد كان أقوام رددت قلوبهم * إليهم وكانوا كالفراش من الجهل وفي صحيح مسلم عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا ، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها ، وهو يذبهن عنها ، وأنا آخذ بحجزكم عن النار ، وأنتم تفلتون من يدي ) . وفي الباب عن أبي هريرة . والمبثوث المتفرق . وقال في موضع آخر : " كأنهم جراد منتشر " [2] [ القمر : 7 ] . فأول حالهم كالفراش لا وجه له ، يتحير في كل وجه ، ثم يكونون كالجراد ، لان لها وجها تقصده . والمبثوث : المتفرق والمنتشر . وإنما ذكر على اللفظ : كقوله تعالى : " أعجاز نخل منقعر " [3] [ القمر : 20 ] ولو قال المبثوثة [ فهو ] ( 4 ) كقوله تعالى : " أعجاز نخل خاوية " ( 5 ) [ الحاقة : 7 ] . وقال ابن عباس والفراء : " كالفراش المبثوث " كغوغاء الجراد ، يركب بعضها بعضا . كذلك الناس ، يجول بعضهم في بعض إذا بعثوا . قوله تعالى : وتكون الجبال كالعهن المنفوش ( 5 ) أي الصوف الذي ينفش باليد ، أي تصير هباء وتزول ، كما قال جل ثناؤه في موضع آخر : " هباء منبثا " ( 6 ) [ الواقعة : 6 ] وأهل اللغة يقولون : العهن الصوف المصبوغ . وقد مضى في سورة " سأل سائل " ( 7 ) .
( 1 ) في بعض النسخ : ( عليهم ) . [2] آية 7 سورة القمر . [3] آية 20 سورة القمر . [4] الزيادة من تفسير ابن عادل يقتضيها السياق . ( 5 ) آية 7 سورة الحاقة . ( 6 ) آية 6 سورة الواقعة . ( 7 ) راجع ج 18 ص 284 .
165
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 165