نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 162
قلت : هذه الأقوال كلها ترجع إلى معنى الكفران والجحود . وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم معنى الكنود بخصال مذمومة ، وأحوال غير محمودة ، فإن صح فهو أعلى ما يقال ، ولا يبقى لاحد معه مقال . قوله تعالى : وإنه على ذلك لشهيد ( 7 ) أي وإن الله عز وجل ثناؤه على ذلك من ابن آدم لشهيد . كذا روى منصور عن مجاهد ، وهو قول أكثر المفسرين ، وهو قول ابن عباس . وقال الحسن وقتادة ومحمد ابن كعب : " وإنه " أي وإن الانسان لشاهد على نفسه بما يصنع ، وروي عن مجاهد أيضا . قوله تعالى : وإنه لحب الخير لشديد ( 8 ) قوله تعالى : ( وإنه ) أي الانسان من غير خلاف . ( لحب الخير ) أي المال ، ومنه قوله تعالى : " إن ترك خيرا " ( 1 ) [ البقرة : 180 ] . وقال عدي : ماذا ترجي النفوس من طلب * الخير وحب الحياة كاربها ( 2 ) ( لشديد ) أي لقوي في حبه للمال . وقيل : " لشديد " لبخيل . ويقال للبخيل : شديد ومتشدد . قال طرفة : أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى * عقيلة مال الفاحش المتشدد يقال : اعتامه واعتماه ، أي اختاره . والفاحش : البخيل أيضا . ومنه قوله تعالى : " ويأمركم بالفحشاء " ( 3 ) [ البقرة : 268 ] أي البخل . قال ابن زيد : سمى الله المال خيرا ، وعسى أن يكون شرا وحراما ( 4 ) ، ولكن الناس يعدونه خيرا ، فسماه الله خيرا لذلك . وسمى الجهاد سواء ، فقال : " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " ( 5 ) [ آل عمران : 174 ] على ما يسميه الناس . قال الفراء : نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحب للخير ، فلما تقدم الحب قال : شديد ، وحذف من آخره
( 1 ) آية 180 سورة البقرة . ( 2 ) كاربها : غامها من كربه الامر : اشتد عليه . ( 3 ) آية 268 سورة البقرة . ( 4 ) في بعض نسخ الأصل : ( شرا وخيرا ) . ( 5 ) آية 174 سورة آل عمران .
162
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 162