responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 149


الثاني - تحدث أخبارها بما أخرجت من أثقالها ، قاله يحيى بن سلام . وهو قول من زعم أنها زلزلة أشراط الساعة .
قلت : وفي هذا المعنى حديث رواه ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه قال : ( إذا كان أجل العبد بأرض أو ثبته الحاجة إليها ، حتى إذا بلغ أقصى أثره قبضه الله ، فتقول الأرض يوم القيامة : رب هذا ما استودعتني ) . أخرجه ابن ماجة في سننه . وقد تقدم [1] .
الثالث : أنها تحدث بقيام الساعة إذا قال الانسان ما لها ؟ قاله ابن مسعود . فتخبر أن أمر الدنيا قد انقضى ، وأمر الآخرة قد أتى . فيكون ذلك منها جوابا لهم عند سؤالهم ، ووعيدا للكافر ، وإنذارا للمؤمن . وفي حديثها بأخبارها ثلاثة أقاويل :
أحدها - أن الله تعالى يقلبها حيوانا ناطقا ، فتتكلم بذلك .
الثاني - أن الله تعالى يحدث فيها الكلام .
الثالث : أنه يكون منها بيان يقوم مقام الكلام . قال الطبري : تبين أخبارها بالرجة والزلزلة وإخراج الموتى . ( بأن ربك أوحى لها ) أي إنها تحدث أخبارها بوحي الله " لها " ، أي إليها . والعرب تضع لام الصفة موضع " إلى " . قال العجاج يصف الأرض :
وحى لها القرار فاستقرت * وشدها بالراسيات الثبت وهذا قول أبي عبيدة : " أوحى لها " أي إليها . وقيل : " أوحى لها " أي أمرها ، قاله مجاهد . وقال السدي : " أوحى لها " أي قال لها . وقال : سخرها . وقيل : المعنى يوم تكون الزلزلة ، وإخراج الأرض أثقالها ، تحدث الأرض أخبارها ، ما كان عليها من الطاعات والمعاصي ، وما عمل على ظهرها من خير وشر . وروي ذلك عن الثوري وغيره . ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ) أي فرقا ، جمع شت . قيل : عن موقف الحساب ، فريق يأخذ جهة اليمين إلى الجنة ، وفريق آخر يأخذ جهة الشمال إلى النار ، كما قال تعالى : " يومئذ يتفرقون " [2] [ الروم : 14 ] " يومئذ يصدعون " [3] [ الروم : 43 ] . وقيل : يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب . " أشتاتا "



[1] راجع ج 14 ص 83 .
[2] آية 14 سورة الروم
[3] آية 43 سورة الروم .

149

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست