responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 147


بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : إذا زلزلت الأرض زلزالها [1] أي حركت من أصلها . كذا روى عكرمة عن ابن عباس ، وكان يقول : في النفخة الأولى يزلزلها - وقاله مجاهد - ، لقوله تعالى : " يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة " ( 1 ) [ النازعات : 6 - 7 ] ثم تزلزل ثانية ، فتخرج موتاها وهي الأثقال . وذكر المصدر للتأكيد ، ثم أضيف إلى الأرض ، كقولك : لأعطينك عطيتك ، أي عطيتي لك . وحسن ذلك لموافقة رؤوس الآي بعدها .
وقراءة العامة بكسر الزاي من الزلزال . وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر بفتحها ، وهو مصدر أيضا ، كالوسواس والقلقال والجرجار ( 2 ) . وقيل : الكسر المصدر . والفتح الاسم .
قوله تعالى : وأخرجت الأرض أثقالها ( 2 ) قال أبو عبيدة والأخفش : إذا كان الميت في بطن الأرض ، فهو ثقل لها . وإذا كان فوقها ، فهو ثقل عليها . وقال ابن عباس ومجاهد : " أثقالها " : موتاها ، تخرجهم في النفخة الثانية ، ومنه قيل للجن والانس : الثقلان . وقالت الخنساء :
أبعد ابن عمرو من آل الشر * يد حلت به الأرض أثقالها تقول : لما دفن عمرو صار حلية لأهل القبور ، من شرفه وسؤدده . وذكر بعض أهل العلم قال : كانت العرب تقول : إذا كان الرجل سفاكا للدماء : كان ثقلا على ظهر الأرض ، فلما مات حطت الأرض عن ظهرها ثقلها . وقيل : " أثقالها " كنوزها ، ومنه الحديث :
( تقئ الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان ( 3 ) من الذهب والفضة . . . ) .



[1] آية 6 سورة النازعات . ( 2 ) القلقال : من قلقل الشئ إذا حركه . والجرجار : من جرجر البعير إذا ردد صوته في حنجرته . ( 3 ) الأسطوان : جمع أسطوانة وهي السارية والعمود وشبهه بالأسطوان لعظمه وكثرته .

147

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست