نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 144
قوله تعالى : وما أمروا إلا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( 5 ) فيه ثلاث مسائل : الأولى - قوله تعالى : ( وما أمروا ) أي وما أمر هؤلاء الكفار في التوراة والإنجيل ( إلا ليعبدوا الله ) أي ليوحدوه . واللام في " ليعبدوا " بمعنى " أن " ، كقوله : " يريد الله ليبين ( 1 ) لكم " [ النساء : 26 ] أي أن يبين . و " يريدون ليطفئوا نور الله " ( 2 ) [ الصف : 8 ] . و " أمرنا لنسلم لرب العالمين " ( 3 ) [ الانعام : 71 ] . وفي حرف عبد الله : " وما أمروا إلا أن يعبدوا الله " . ( مخلصين له الدين ) أي العبادة ، ومنه قوله تعالى : " قل إني أمرت أن أ عبد الله مخلصا له الدين " ( 4 ) [ الزمر : 11 ] . وفي هذا دليل على وجوب النية في العبادات فإن الاخلاص من عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره . الثانية - قوله تعالى : ( حنفاء ) أي مائلين عن الأديان كلها ، إلى دين الاسلام ، وكان ابن عباس يقول : حنفاء : على دين إبراهيم عليه السلام . وقيل : الحنيف : من اختتن وحج ، قاله سعيد بن جبير . قال أهل اللغة : وأصله أنه تحنف إلى الاسلام ، أي مال إليه . الثالثة - قوله تعالى : ( ويقيموا الصلاة ) أي بحدودها في أوقاتها . ( ويؤتوا الزكاة ) أي يعطوها عند محلها . ( وذلك دين القيمة ) أي ذلك الدين الذي أمروا به دين القيمة ، أي الدين المستقيم . وقال الزجاج : أي ذلك دين الملة المستقيمة . و " القيمة " : نعت لموصوف محذوف . أو يقال : دين الأمة القيمة بالحق ، أي القائمة بالحق . وفي حرف عبد الله " وذلك الدين القيم " . قال الخليل : " القيمة " جمع القيم ، والقيم والقائم : واحد . وقال الفراء : أضاف الدين إلى القيمة وهو نعته ، لاختلاف اللفظين . وعنه أيضا : هو من باب إضافة الشئ إلى نفسه ، ودخلت الهاء للمدح والمبالغة . وقيل : الهاء راجعة إلى الملة أو الشريعة . وقال محمد بن الأشعث ، الطالقاني " القيمة " ها هنا : الكتب التي جرى ذكرها ، والدين مضاف إليها .
( 1 ) آية 26 سورة النساء . ( 2 ) آية 8 سورة الصف . ( 3 ) آية 71 سورة الأنعام . ( 4 ) آية 11 سورة الزمر .
144
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 144