نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 113
وطور سيناء . وهذا البلد الأمين " قال : وهكذا هي في قراءة عبد الله ، ورفع صوته تعظيما للبيت . وقرأ في الركعة الثانية : " ألم تر كيف فعل ربك " [ الفيل : 1 ] . و " لايلاف قريش " [ قريش : 1 ] جمع بينهما . ذكره ابن الأنباري . النحاس : وفي قراءة عبد الله " سيناء " ( بكسر السين ) ، وفي حديث عمرو بن ميمون عن عمر ( بفتح السين ) . وقال الأخفش : " طور " جبل . و " سينين " شجر واحدته سينينية . وقال أبو علي : " سينين " فعليل ، فكررت اللام التي هي نون فيه ، كما كررت في زحليل : للمكان الزلق ، وكرديدة : للقطعة من التمر ، وخنذيد : للطويل . ولم ينصرف " سينين " كما لم ينصرف سيناء ، لأنه جعل اسما لبقعة أو أرض ، ولو جعل اسما للمكان أو للمنزل أو اسم مذكر لانصرف ، لأنك سميت مذكرا بمذكر . وإنما أقسم بهذا الجبل لأنه بالشام والأرض المقدسة ، وقد بارك الله فيهما ، كما قال : " إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " [ الاسراء : 1 ] . قوله تعالى : وهذا البلد الأمين ( 3 ) يعني مكة . سماه أمينا لأنه آمن ، كما قال : " أنا جعلنا حرما آمنا " ( 1 ) [ العنكبوت : 67 ] فالأمين : بمعنى الآمن ، قاله الفراء وغيره . قال الشاعر : ألم تعلمي يا أسم ويحك أنني * حلفت يمينا لا أخون أمني يعني : آمني . وبهذا احتج من قال : إنه أراد بالتين دمشق ، وبالزيتون بيت المقدس . فأقسم الله بجبل دمشق ، لأنه مأوى عيسى عليه السلام ، وبجبل بيت المقدس ، لأنه مقام الأنبياء عليهم السلام ، وبمكة لأنها أثر إبراهيم ودار محمد صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ( 4 ) ثم رددناه أسفل سافلين ( 5 ) فيه مسألتان : الأولى - قوله تعالى : " لقد خلقنا الانسان " هذا جواب القسم ، وأراد بالانسان : الكافر . قيل : هو الوليد بن المغيرة . وقيل : كلدة بن أسيد . فعلى هذا نزلت في منكري
( 1 ) آية 67 سورة العنكبوت .
113
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 113