responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 101


وأشار بالسبابة والوسطى . ومن حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب ، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه ؟ أن أرضيه [1] يوم القيامة ) . فكان ابن عمر إذا رأى يتيما مسح برأسه ، وأعطاه شيئا . وعن أنس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من ضم يتيما فكان في نفقته ، وكفاه مؤونته ، كان له حجابا من النار يوم القيامة ، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة ] . وقال أكثم ابن صيفي : الأذلاء أربعة : النمام ، والكذاب ، والمديون ، واليتيم .
الثالثة - قوله تعالى : ( وأما السائل فلا تنهر ) أي لا تزجره ، فهو نهى عن إغلاظ القول . ولكن رده ببذل يسير ، أو رد جميل ، واذكر فقرك ، قاله قتادة وغيره . وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ لا يمنعن أحدكم السائل ، وأن يعطيه إذا سأل ، ولو رأى في يده قلبين [2] من ذهب ] . وقال إبراهيم بن أدهم : نعم القوم السؤال : يحملون زادنا إلى الآخرة . وقال إبراهيم النخعي : السائل بريد الآخرة ، يجئ إلى باب أحدكم فيقول : هل تبعثون إلى أهليكم بشئ . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ردوا السائل ببذل يسير ، أو رد جميل ، فإنه يأتيكم من ليس من الانس ولا من الجن ، ينظر كيف صنيعكم فيما خولكم الله ] . وقيل : المراد بالسائل هنا ، الذي يسأل عن الدين ، أي فلا تنهره بالغلظة والجفوة ، وأجبه برفق ولين ، قاله سفيان . قال ابن العربي : وأما السائل عن الدين فجوابه فرض على العالم ، على الكفاية ، كإعطاء سائل البر سواء . وقد كان أبو الدرداء ينظر إلى أصحاب الحديث ، ويبسط رداءه لهم ، ويقول : مرحبا بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي حديث أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري [3] ، قال : كنا إذا أتينا أبا سعيد يقول : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن الناس لكم تبع



[1] كذا في الأصول ط ، ب ، ح ، ص .
[2] القلب ( بضم وسكون ) السوار .
[3] القائل هو أبو هارون العبدي .

101

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست