نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 100
وقيل : وجدك فقيرا من الحجج والبراهين ، فأغناك بها . وقيل : أغناك بما فتح لك من الفتوح ، وأفاءه عليك من أموال الكفار . القشيري : وفي هذا نظر ، لان السورة مكية ، وإنما فرض الجهاد بالمدينة . وقراءة العامة " عائلا " . وقرأ ابن السميقع " عيلا " بالتشديد ، مثل طيب وهين . قوله تعالى : فأما اليتيم فلا تقهر ( 9 ) وأما السائل فلا تنهر ( 10 ) وإما بنعمة ربك فحدث ( 11 ) فيه أربع مسائل : الأولى - قوله تعالى : ( فأما اليتيم فلا تقهر ) أي لا تسلط ( 1 ) عليه بالظلم ، ادفع إليه حقه ، واذكر يتمك ، قاله الأخفش . وقيل : هما لغتان : بمعنى . وعن مجاهد " فلا تقهر " فلا تحتقر . وقرأ النخعي والأشهب العقيلي " تكهر " بالكاف ، وكذا هو في مصحف ابن مسعود . فعلى هذا يحتمل أن يكون نهيا عن قهره ، بظلمه وأخذ ماله . وخص اليتيم لأنه لا ناصر له غير الله تعالى ، فغلظ في أمره ، بتغليظ العقوبة على ظالمه . والعرب تعاقب بين الكاف والقاف . النحاس : وهذا غلط ، إنما يقال كهره : إذا اشتد عليه وغلظ . وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي ، حين تكلم في الصلاة برد السلام ، قال : فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - فوالله ما كهرني ، ولا ضربني ، ولا شتمني . . . الحديث . وقيل : القهر الغلبة . والكهر : الزجر . الثانية - ودلت الآية على اللطف باليتيم ، وبره والاحسان إليه ، حتى قال قتادة : كن لليتيم كالأب الرحيم . وروي عن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه ، فقال : ( إن أردت أن يلين ، فامسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين ) . وفي الصحيح عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين ) .
( 1 ) في بعض نسخ الأصل : ( لا تسطو ) .
100
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 100