نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 4 صفحه : 114
< فهرس الموضوعات > سياسة الصفار < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > طاعة اتباعه له < / فهرس الموضوعات > كان في الشذوات في بطن دجلة ، فوافى مؤخر عسكر الصفار وسواده فخرج من الشذوات فطرح النار في الإبل والبغال والحمير والخيول ، وكان في عسكره خمسة آلاف جمل بختي من جمازيات [1] وغيرها ، فتفرقت الإبل في العسكر ، وشردت البغال والخيل واضطرب الناس في مصاف الصفار سمعوه ورأوه في عسكره وسواده من ورائهم فكانت الهزيمة على الصفار كما ذكرنا ، ويقال : ان يعقوب بن الليث قال في سفرته هذه أبياتاً ، وفي مسيره وأنه خرج منكراً على المعتمد ومن معه من الموالي إضاعتهم الدين وإهمالهم أمر صاحب الزنج ، فقال : < شعر > خراسان أحويها وأعمال فارس وما أنا من ملك العراق بآيس إذا ما امور الدين ضاعت وأهملت ورَثَّت فصارت كالرسوم الدوارس خرجتُ بعون الله يمناً ونصرة وصاحب رايات الهدى غير حارس < / شعر > وكانت وفاة الصفار يوم الثلاثاء لسبع بقين من شوال سنة خمس وستين ومائتين ، على ما ذكرنا بجندي سابور . وخلف في بيت ماله خمسين ألف ألف درهم وثمانمائة ألف دينار ، وخلفه أخوه عمرو بن الليث مكانه . سياسة الصفار : وكانت سياسة يعقوب بن الليث لمن معه من الجيوش سياسة لم يسمع بمثلها فيمن سلف من الملوك في الأمم الغابرة من الفرس وغيرهم ممن سلف وخلف ، وحسن انقيادهم لأمره ، واستقامتهم على طاعته لما كان قد شملهم من إحسانه ، وغمرهم من بره ، وملأ قلوبهم من هيبته . طاعة اتباعه له : فمما ذكر من ظهور طاعتهم له أنه كان بأرض فارس ، وقد أباح الناس ان يرتعوا ، ثم حدث امر اراد النقلة والرحيل من تلك الكورة ، فنادى مناديه بقطع الدواب عن الرتع ، وانه رؤي رجل من اصحابه قد اسرع الى دابته والحشيش في فمها ، فأخرجه من فيها مخافة ان