responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 4  صفحه : 109


ولا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتباً منه مع قوله بالعثمانية ، وقد كان أبو الحسن المدائني كثير الكتب ، الا ان أبا الحسن المدائني كان يؤدي ما سمع وكتب الجاحظ - مع انحرافه المشهور - تجلو صدأ الأذهان ، وتكشف واضح البرهان ، لأنه نظمها أحسن نظم ، ورصفها أحسن رصف ، وكساها من كلامه أجزل لفظ ، وكان إذا تخوف ملل القارئ وسآمة السامع خرج من جد الى هزل ، ومن حكمة بليغة الى نادرة ظريفة ، وله كتب حسان : منها كتاب البيان والتبيين ، وهو أشرفها ، لأنه جمع فيه بين المنثور والمنظوم ، وغرر الأشعار ، ومستحسن الأخبار ، وبليغ الخطب ما لو اقتصر عليه مقتصر عليه لاكتفى به وكتاب الحيوان ، وكتاب الطفيليين وكتاب البخلاء ، وسائر كتبه في نهاية الكمال ، مما لم يقصد منها الى نصب ولا الى دفع حق ، ولا يعلم ممن سلف وخلف من المعتزلة أفصح منه ، وكان غُلَام ابراهيم بن سيار النظام ، وعنه أخذ ، ومنه تَعَلم .
وحدث يموت بن المزرع - وكان الجاحظ خاله - قال : دخل الى خالي أناسٌ من البصرة من أصدقائه في العلة التي مات فيها ، فسألوه عن حاله ، فقال عليل من مكانين : من الأسقام ، والدَّينِ ، ثم قال : أنا في هذه العلة المتناقضة التي يتخوف من بعضها التلف وأعظمها نيف وسبعون سنة ، يعني عمره .
قال يموت بن المزرع : وكان يطلي نصف الأيمن بالصندل والكافور لشدة حرارته ، والنصف الآخر لو قرض بالمقاريض ما شعر به من خدره وبرده .
قال ابن المزرع : وسمعته يقول : رأيت بالبصرة رجلا يروح ويغدو في حوائج الناس ، فقلت له : قد أتعبت بذلك بدنك ، واخلقت ثيابك ، وأعجفْتَ برذونك ، وقتلت غلامك ، فما لك راحة ولا قَرَار ، فلو اقتصدت بعض الاقتصاد ، قال سمعت تغريد الأطيار في الأسحار ، في أعالي الأشجار وسمعت محسنات القيان على الأوتار ، فما طربت طربي لنغمة شاكر أوليته معروفا أو سعيت له في حاجة .

109

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 4  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست