responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 227


بالسياط ، ومد لذلك حتى انخلعت كتفاه ( 1 ) .
وكان الامام مالك يعرف قدر العلويين ومكانتهم ، فقد جاءه محمد بن جعفر العلوي يشكو المحنة والاضطهاد ، فقال له مالك : إصبر حتى يجئ تأويل تفسير هذه الآية : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) وقد اضطهد المنصور مالك وضربه والى المدينة سبعين سوطا ( 2 ) .
ثانيا - المرحلة الثانية :
وهي مرحلة حكم الأمين والمأمون ، وقد اشتد الميل لأهل البيت ( ع ) والتعاطف معهم ، وبلغ شأوه أيام الامام على ابن موسى الرضا ( ع ) ، فكانت الثورات العلوية تتفجر ، وجماهير الأمة ، وبعض الوزراء والقادة يميلون لآل البيت ( ع ) ، والدولة العباسية تمر بمرحلة صراع داخلي حاد بين الأمين والمأمون انتهت بانتصار المأمون وقتل الأمين ، وشخصية الإمام الرضا ( ع ) تقوى وتتركز باعتباره الامام من أهل البيت ( ع ) . فكانت الأنظار تتجه نحوه ، والقلوب تهفو إليه ، واضطرب الموقف على الخليفة العباسي ( المأمون ) وخشي من قوة التيار الموالى للعلويين ، فقرر أن يتعامل مع الرأي العام بدبلوماسية وحنكة ، بعد أن رأى فشل السيف والسجون والدماء في مكافحة الانتفاضات وثورات آل علي ( ع ) ، و أن يعقد ولاية العهد للإمام الرضا ( ع ) ويجعله أحد أركان السلطة لتهدئة الخواطر ، وامتصاص روح النقمة والثورة ، وقد أدرك الإمام الرضا ( ع ) ذلك ورفض ولاية العهد الا أنه قبلها مضطرا .
الثورات العلوية ضد الحكم العباسي البغيض .
وكان طبيعيا أن يستثمر الثوار العلويون فرصة ارتباك السلطة واضطراب الأوضاع ، لذا فقد حدثت ثورات أيام المأمون وانتفاضات قام بها العلويون ضد الحكم العباسي ، مستغلين الأوضاع والظروف السياسية المتردية ، فكان من أبرز هذه الثورات في عهد الإمام الرضا ( ع ) هي ثورة ( ابن طباطبا ) عام 199 ه‌ ، وهو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب ، وابتدأ ثورته في العاشر من جمادى الآخرة من هذه السنة ، وقد فجر ثورته في العراق في مدينة الكوفة ، حيث أنصاره و أتباعه ، وكان قائده الذي تولى شؤون الجيش وإدارة المعركة ، هو ( أبو السرايا ) السري بن منصور ، وكان يذكر أنه من ولد هانئ بن مسعود الشيباني ( 3 ) .
وما أن أعلنت الثورة في الكوفة حتى انضم إليها ] أهاليها [ ومن حولها من أعراب وقرى ، فأصبحت الكوفة بيد ابن طباطبا ومنطلق ثورته ، فوجه العباسيون إليه جيشا كبيرا قوامه عشرة آلاف مقاتل ، فاشتبك في معركة ضارية هو وصاحبه أبو السرايا مع


1 - المسعودي / مروج الذهب / ج / ص 339 . 2 - أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبيين / ص 539 . 3 - ابن الأثير / الكامل في التاريخ / ج 6 / ص 302 .

227

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست