responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 209


بروح الحقد والانتقام إلى القتل والسلب ، ومصادرة الأموال والتشفي الاثم ، لذا فقد نقلت رؤوس الشهداء إلى الخليفة العباسي موسى الهادي ووضعت بين يديه وهو يغلى حقدا وانتقاما من آل أبي طالب ومن عميدهم ، وامام المسلمين موسى بن جعفر ( ع ) ، فراح يهدد ويتوعد ويحلف على قتل الإمام موسى ابن جعفر ( ع ) ، حيث لم يكن ليفصل بين قيادة و توجيه الإمام موسى بن جعفر ( ع ) وبين هذه الثورة الاسلامية العلوية الكبرى ، التي أعلن عن هويتها قائدها الشهيد ، وأكد أنها دعوة إلى قيادة آل محمد ( ص ) والالتزام بكتاب الله وسنة نبيه .
نقل العلامة المجلسي : أن موسى الهادي أمر برجل من الاسرى فوبخه ثم قتله ، ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، وأخذ من الطالبيين ، وجعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر صلوات الله عليه ، فنال منه ، و قال : والله ما خرج حسين الا عن أمره ولا اتبع الا محبته ، لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت ، قتلني الله ان أبقيت عليه . فقال له أبو يوسف يعقوب ابن إبراهيم القاضي و كان جريئا عليه : يا أمير المؤمنين ، أقول أم أسكت ؟ فقال : قتلني الله ان عفوت عن موسى بن جعفر ، ولولا ما سمعت من المهدى فيما أخبر به المنصور بما كان من جعفر - يقصد الإمام الصادق ( ع ) - من الفضل المبرز عن أهله في دينه وعلمه وفضله ، وما بلغني عن السفاح فيه من تقريظه وتفضيله : لنبشت قبره وأحرقته بالنار احراقا . فأخذ أبو يوسف القاضي يلح ويهدئه حتى سكن غضبه ( 1 ) .
الا أن موسى الهادي لم يكن ليستقر ، أو يشعر بالطمأنينة على ملكه وهو يرى موسى بن جعفر ( ع ) حرا طليقا يمارس دوره العلمي ، ويحتل مكانته القيادية ، فقرر اعتقال الامام وسجنه ، وراح يهدده ويتوعده .
روى على بن يقطين أحد خواص الإمام الكاظم ( ع ) فقال : انهي الخبر إلى أبى الحسن موسى بن جعفر ، وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدى في أمره ، فقال لأهل بيته : ما تشيرون ؟ قالوا : نرى أن تتباعد عنه ، وأن تغيب شخصك ، فإنه لا يؤمن شره .
فتبسم أبو الحسن موسى بن جعفر ( ع ) ثم قال .
زعمت سخينة ( 2 ) أن ستغلب ربها - وليغلبن مغلب الغلاب .
ثم رفع يده إلى السماء فقال .
اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته ، وأرهف لي شبا حده ، وداف لي قواتل سمومه ، و لم تنم عنى عين حراسته ، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح وعجزى عن ملمات الحوائج ، صرفت عنى ذلك بحولك وقوتك ، فألقيته في الحفير


1 - المجلسي / البحار / ج 48 / ص 151 ، نقلا عن مهج الدعوات . * سخينة : اسم لقريش .

209

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست