responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 208


مكة ليحج ويبلغ رسالته ، ويدعو الناس بدعوته مستثمرا موسم الحج وتوافد الحجيج ، و معه نحو مئتي رجل من أهل بيته وأتباعه ، فلما قربوا من مكة ووصلوا فخا ( 1 ) ، ووادي بلدح تلقتهم جيوش العباسيين واشتبكوا معهم في معركة حامية يوم التروية - وقت صلاة الصبح . ونظرا لعدم تكافؤ الجيشين فقد سحق أصحاب الحسين . فجرح هو وانكسر جيشه القليل العدد ثم أعطي الأمان فقال : والله مالكم أمان ، ولكنني أقبل منكم . فلما سلم نفسه بعد أن كسر سيفه ، خانوا عهده ونقضوا أمانهم ، فقتلوه صبرا .
وانتهت ثورته البطولية بفاجعة مروعة ، وتضحية عظيمة استشهد فيها أكثر من مئة شهيد من أولئك الثوار الابطال . فقد ذكر المؤرخون أن الجند احتزت الرؤوس فكانت مئة و نيفا ، ثم حملت وأسر الباقون .
وجئ بالرؤوس إلى الخليفة موسى الهادي والعباس وعندهما من ولد الحسن والحسين ، فلم يسألا أحدا منهم الا الإمام موسى بن جعفر ( ع ) . فقالا : هذا رأس حسين ؟ قال : نعم ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله مسلما صالحا صواما ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله .
وحملت الاسرى إلى الخليفة الهادي فأمر بقتلهم ( 2 ) .
ولم يكتف القتلة بسفك الدم الحرام ، والتمثيل بالشهداء ، وقتل الاسرى ، بل عمد العمرى إلى هدم الدور ومصادرة الأموال وحرق المزارع .
وقد ذكر المؤرخون . فلما بلغ العمرى الخبر وهو بالمدينة عمد إلى دار الحسين ودور أهله فحرقها وقبض أموالهم ونخلهم فجعلها في الصوافي المقبوضة ( 3 ) .
وجاء في رواية المؤرخ الطبري . وثب على دار الحسين ، ودور جماعة من أهل بيته و غيرهم ممن خرج مع الحسين فهدمها وحرق النخيل ، وقبض ما لم يحرقه وجعله في الصوافي المقبوضة ( 4 ) .
وهكذا يفعل الطغاة في كل عصر وجيل مع دعاة الهدى وطلائع الجهاد مندفعين


1 - فخ : بئر ، وما بينه وبين مكة مسافة فرسخ . 2 - المجلسي / البحار / ج 48 / ص 165 ، نقلا عن الكافي . 3 - أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبيين / ص 455 ، والصوافي هي أن تحول الأموال المصادرة من الذين تسخط عليهم السلطات إلى ملكية الخليفة ، وهي سنة سنها معاوية بن أبي سفيان ، حيث كان يصادر ما كان للملوك في البلاد المفتوحة ويصيرها خالصة صافية لنفسه ، ثم يتوارثها أبناؤه من بعده ، وقد ورث الخلفاء العباسيون أملاك الخلفاء الأمويين لأنفسهم ، ثم اتسع الامر فشمل أموال المسلمين المصادرة أيضا ، انظر تاريخ اليعقوبي / ج 2 / ص 233 ، والعقد الفريد / ج 1 / ص 58 . 4 - الطبري / تاريخ الطبري / ج 6 / ص 417 ، حوادث سنة 169 ه‌ .

208

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست