responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 202


ومن الطبيعي أن يكتب كتاب التاريخ الرسميون للحكام ويخشون سطوتهم ويتملقونهم و يزيفون الحقائق ، ويسبغون عليهم صفات العظمة والقدسية والمثالية ، محاولين طمس الحقائق وتشويهها وقد دأب مؤرخو السلطات والمتزلفون للحكام الظلمة أن يمحوا صوت الحق من ضمير التاريخ ، وأن يتجنبوا ذكر الرفض والمعارضة للتسلط والطغيان ، بل و ربما أظهروا أهل الحق والعدل بمظهر المخربين والعصاة والخارجين على إرادة القانون ، فكم قرأنا عن تاريخ بنى العباس وعن تاريخ الرشيد مثلا ، وبأنه العصر الذهبي ، و صحيح أن العلوم والمعارف تقدمت في هذه الفترة على يد العلماء والأدباء والمفكرين والفقهاء والفلاسفة والباحثين ، الا أن سلطان بنى العباس كان يمثل الجور والتسلط والأثرة بأفظع ألوانها .
لقد تحمل الإمام الكاظم ( ع ) مسؤولية الإمامة في هذه الفترة الرهيبة ابتداء من سنة 148 ه‌ وحتى سنة 183 ه‌ وها نحن نستعرض هذه الفترة بشكل موجز ومتتابع وفق التسلسل التاريخي لسير الاحداث وتلاحق الوقائع : .
ففي عهد أبى جعفر المنصور عانى العلويون أشد المعاناة ، ولحقهم الظلم والقتل والارهاب ، ولوضوح الموقف لدى الإمام ( ع ) وعلمه بفشل المقاومة المسلحة إجتنب الاعلان عن موقفه ، وأخفى معارضته لأبي جعفر المنصور حتى مرت سنون المنصور ثقيلة كئيبة على الامام ، والطالبيين بصورة خاصة ، وعلى المعارضة وعموم طبقات الأمة بصورة عامة ، و كان أبو جعفر المنصور قد صادر أموال العلويين ، وأدخلهم السجون وطاردهم تحت كل حجر ومدر ، فسفك دماءهم ، وبالغ في تعذيبهم ، وتفنن في أساليب القتل ، فكان يبنى عليهم الأسطوانات وهم أحياء ، ويمنع عنهم الطعام والشراب ، فيقتلهم جوعا في أعماق سجونه المظلمة الرهيبة ، أو يثقلهم بالضرب والحديد حتى ينهكهم فيموتوا ، وقد دامت فترة تولى الإمام الكاظم ( ع ) الإمامة في عهد المنصور نحو عشر سنوات حتى مات المنصور في الثالث من ذي الحجة سنة 158 ه‌ ، فآلت الخلافة من بعده لولى عهده وولده محمد المهدى ، فاستقبل الناس الخبر بالارتياح ، وأحسوا بطوق الارهاب قد فك عن رقابهم ، الا أن الوجوم والخوف من اتجاه السياسة العباسية بصورة عامة لم يزل مخيما عليهم ، والترقب والانتظار لسياسة الخليفة الجديد قد اتخذ طريقه إلى النفوس . وكان طبيعيا أن يلي الخلافة من بعده - وفق نظام الوراثة العباسي - ولده محمد المسمى بالمهدي ، وكان المهدى يحس بالسياسة المجحفة الظالمة التي انتهجها أبوه ، فحاول أن يخفف عن كاهل الرعية في مطلع خلافته ، فأطلق سراح السجناء ورد الأموال المصادرة إلى أهلها ، فشمل هذا القرار الطالبيين ، فأخرجهم من السجون ورد أموالهم ( 1 ) . وكان من جملة ما شمله القرار أموال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( ع ) المصادرة ، فردها إلى ولده الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام .


1 - اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي / ج 2 / ص 394 .

202

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست