responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 191


لهشام وثار ضده .
قال المسعودي : .
وقد كان زيد بن علي شاور أخاه أبا جعفر ( الباقر ) بن علي بن الحسين ] ع [ ، فأشار عليه بأن لا يركن إلى أهل الكوفة ، إذ كانوا أهل غدر ومكر ، وقال له : بها قتل جدك على ، وبها طعن عمك الحسن ، وبها قتل أبوك الحسين ، وفيها وفي أعمالها شتمنا أهل البيت ، وأخبره بما كان عنده من العلم في مدة ملك بنى مروان ، وما يتعقبهم من الدولة العباسية ، فأبى الامام ما عزم عليه من المطالبة بالحق ، فقال له : انى أخاف عليك يا أخي أن تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة ، وودعه أبو جعفر ، وأعلمه أنهما لا يلتقيان ( 1 ) .
وقد روى أبو الفرج الأصفهاني رواية عن أحد أصحاب الإمام الصادق ( ع ) ، قال : .
رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب - ركاب فرسه - ويسوي ثيابه على السرج ( 2 ) .
وهو دليل على التأييد والاحترام والحب لزيد الثائر ، ولم لا ؟ ألم يكن خروجه طلبا لاصلاح أمة جده التي أذاقها حكام الجور الظلم ؟ وهو الذي بلغ تعلقه بهدفه السامي ذاك أن قال يوما لصاحب له يدعى البابكي ، وهو يشير بيده إلى نجم الثريا في السماء :
يا بابكي ! أما ترى هذه الثريا ، أترى أحدا ينالها ؟ قلت : لا ، قال : والله لوددت أن يدي ملصقة بها ، فأقع إلى الأرض ، أو حيث أقع ، فأتقطع قطعة قطعة ، وأن الله أصلح بين أمة محمد ( ص ) ( 3 ) .
وصدق الإمام الباقر ( ع ) ، فقد ثار زيد وقتل في الكوفة ، و دفنه أصحابه سرا ، فأمر هشام بن عبد الملك الأموي باخراج جثته من قبره وصلبه عريانا ففعل به ذلك ! ! .
عن جابر بن عبد الله ، عن أبي جعفر ( الباقر ) : .
قال رسول الله ( ص ) للحسين : يخرج رجل من صلبك يقال له زيد ، يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين ، يدخلون الجنة بغير حساب ( 4 ) .
فكان مقتل زيد الشهيد والتمثيل به حدثا مروعا هز وجدان الأمة المسلمة ، وألهب المشاعر ، وأذكى روح الثورة ، فعجل بنهاية الحكم الأموي ، ولم يستمر أكثر من أحد عشر عاما بعد مقتل زيد ، كانت مليئة بالثورات والانتفاضات التي قادها رجال من آل البيت النبوي الكريم .
ولم تكن لتمر هذه المأساة وأمثالها من المآسي والمحن التي فجع بها آل البيت


1 - المسعودي / مروج الذهب / ج 3 / ص 206 . 2 - أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبيين / ص 129 . 3 - أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبين / ص 129 . 4 - أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبين / ص 130 .

191

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست