نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 153
والله يا ابن الزبير ، إنك ما علمت لمتجلبب جلابيب الفتنة ، فتأزر بوصائل التيه ، تتعاطى الذرى الشاهقة ، والمعالي الباسقة ، وما أنت من قريش في لباب جوهرها ، ولا موفق حسبها ( 1 ) . وقال له معاوية بن أبي سفيان : . أنت ثعلب رواغ ، كلما خرجت من جحر انجحرت في آخر ( 2 ) . وكان أخوه عمرو بن الزبير يبغضه أشد البغض ، وقد استعمله عمرو بن سعيد الأشدق على شرطته ، لما كان بينه وبين أخيه عبد الله من البغضاء ، فأرسل إلى نفر من أهل المدينة ، فضربهم ضربا شديدا لهواهم في أخيه عبد الله ، وقد طلب عمرو بن الزبير من عمرو بن سعيد أن يرسله إلى مكة لمحاربة أخيه عبد الله بن الزبير ، وقال لعمرو بن سعيد في ذلك : . لا توجه إليه رجلا أنكأ له مني ( 3 ) . موقف الإمام السجاد ( ع ) من ابن الزبير . لقد تولى عبد الله بن الزبير مقاليد السلطة بعد وفاة يزيد بن معاوية في شطر من العالم الإسلامي ، حيث بويع له بالخلافة وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق و خراسان ( 4 ) ، فهل بايعه الإمام السجاد ( ع ) الذي كان يعيش في المدينة ؟ . لم ترد نصوص تثبت بيعته لابن الزبير ، إنما ورد حديث عبر فيه الإمام ( ع ) عن خوفه من فتنة ابن الزبير . فعن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ( ع ) قال : . خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحايط ، فاتكيت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في اتجاه وجهي ، ثم قال : يا علي بن الحسين ، مالي أراك كئيبا حزينا ، أعلى الدنيا حزنك ؟ فرزق الله حاضر للبر والفاجر ، قال : قلت : ما على هذا أحزن ، وإنه لكما تقول . قال : فعلى الآخرة ، فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر . قال : قلت : ولا على هذا أحزن ، وإنه لكما تقول ) ، قال : فعلام حزنك ؟ . قلت : أتخوف من فتنة ابن الزبير ، فضحك ثم قال يا علي بن الحسين ، هل رأيت أحدا قط توكل على الله فلم يكفه ؟ قلت : كلا . قال : يا علي بن الحسين ، هل رأيت أحدا قط خاف الله فلم ينجه ؟ . قلت : لا . قال : يا علي بن الحسين ، هل رأيت أحدا قط سأل الله فلم يعطه ؟ . قلت : لا ، ثم نظرت فإذا ليس قدامي شئ ، فعجبت من ذلك ، فإذا قائل أسمع صوته ، ولا أرى شخصه يقول : يا علي بن الحسين هذا الخضر ناجاك ( 5 ) .
1 - ناسخ التواريخ بالفارسية ، قسم حياة الإمام زين العابدين ص 206 . 2 - الإمامة والسياسة ج 1 ص 188 . 3 - الكامل في التاريخ ج 4 ص 18 . 4 - تاريخ الخلفاء ص 212 . 5 - يراجع كتاب الإرشاد للشيخ المفيد ، وكتاب إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج 2 ص 30 ، وقد روى هذا الحديث من كتب العامة كتاب : نور الأبصار ص 192 ، وكتاب الإتحاف بحب الأشراف ص 49 ، وكتاب الفصول المهمة في معرفة الأئمة ص 202 ، وكتاب كفاية الطالب ص 301 .
153
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 153