نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 112
خلالها إلى صراط الله المستقيم ورسالته الخاتمة ، ولقد كان لتلك المدرسة دور فعال في بلورة الذهنية العامة وإنقاذها من الانحراف والدسائس التي قادها معاوية و أذنابه ، لإفراغ الدين الإسلامي عن محتواه ، وقد آتت مدرسة الإمام ( ع ) أكلها ضعفين ، حين تخرج في أروقتها جهابذة العلماء والرواة ، أمثال الحسن المثنى ، والمسيب بن نجبة الفزاري ، وسويد بن غفلة ، والشعبي ، والأصبغ بن نباته وأبي يحيى النخعي وغيرهم ، و قد صار بمقدور الإمام الحسن ورجال الفكر الإسلامي الذين تخرجوا في مدرسته ، أن يوجدوا أمة واعية سياسيا ، ومعارضة للحكم الأموي البغيض . ومما جاء في حديث حاشية معاوية له : إن الحسن قد أحيا أباه وذكره ، قال فصدق ، وأمر فأطيع ، ولا يزال يبلغنا عنه ما يسئ إلينا ( 1 ) . وهذا الحديث على وجازته ، يعتبر أخطر تقرير يقدم أقطاب البيت الأموي وقادته إلى ولي نعمتهم معاوية حول نشاط الإمام الحسن ( ع ) ، فقولهم : خفقت النعال خلفه ، لهو أصدق وأدق تعبير على أن الإمام ( ع ) قد أعد أمة من الناس ، يسيرون خلفه ويجتمعون به ، و يوضح لهم معالم الطريق القويم ، وحقيقة الإسلام . وكان آخر جرائم معاوية بحق الإمام الحسن ( ع ) ، أن دس السم إليه من خلال زوجته جعدة بنت الأشعث ، وأوصى الإمام الحسن ( ع ) وهو في مرضه الذي مات فيه ، أن يدفن إلى جوار قبر جده رسول الله ( ص ) ، إلا أن بني أمية ووالي المدينة منعوا من ذلك ! ! ( 2 ) . فاضطر أهل البيت ( ع ) أن يدفنوه في البقيع ، إلى جنب أمه فاطمة الزهراء ( ع ) . وكانت شهادته ( ع ) في السابع من صفر أو الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمسين للهجرة ، كما جاء في بعض الروايات . وهكذا رحل الامام السبط ( ع ) إلى ربه وهو في ميدان من ميادين الجهاد ، من أجل الرسالة والدعوة المحمدية . الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) . ولادته وحياته . بعد حول من ميلاد الحسن السبط ( ع ) ، وفي اليوم الثالث من شهر شعبان المبارك ، للسنة الرابعة من الهجرة ، زفت البشرى إلى الرسول ( ص ) بميلاد الحسين ( ع ) ، فأسرع إلى دار علي والزهراء ( ع ) فقال لأسماء بنت عميس : . يا أسماء هاتي ابني فحملته إليه ، وقد لف في خرقة بيضاء ، فاستبشر ( ص ) وضمه إليه و أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، ثم وضعه في حجره ، وبكى ، فقالت أسماء : فداك أبي وأمي مم بكاؤك ؟ قال ( ص ) : من ابني هذا ، قالت : إنه ولد الساعة ، قال ص : يا أسماء ، تقتله
1 - أهل البيت / توفيق أبو علم ص 343 ، نقلا عن شرح النهج . 2 - قال ابن أبي الحديد : قال أبو الفرج : دفن الحسن ( ع ) في قبر فاطمة بنت رسول الله ( ص ) في البقيع ، وقد كان أوصى أن يدفن مع النبي ( ص ) ، فمنع مروان بن الحكم من ذلك ، وركبت بنو أمية في السلاح ، وجعل مروان يقول : يا رب هيجا هي خير من دعة ، راجع شرح نهج البلاغة ج 16 ص 50 .
112
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 112