نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 110
معاوية . 4 - حرص الامام السبط ( ع ) على حقن دماء الأمة سيما المخلصين فيها من الصحابة والتابعين . 5 - بالنظر لتوفر عامل الطاعة لدى جيش معاوية ، ترى العكس في جيش الإمام ( ع ) الذي ساده التمزق والانشقاق بسبب المصالح المتضاربة والأهواء . 6 - أراد أن يكشف الامام للناس بعد الذي حصل ، حقيقة معاوية عن كثب حينما تؤول السلطة بيده ، بهدف كشف البون الشاسع بينه وبين التطبيق المثالي لأحكام الاسلام للإمام ، و من قبله أبيه ( ع ) . 7 - فضلا عن الأموال الطائلة التي أرسلها معاوية لضعاف النفوس والايمان : فقد بات سلاح الدعاية والتشويش يستخدم لزعزعة عن أمر الوحدة في جيش الإمام ( ع ) ، فمن جملة إشاعات الأمويين يوم جاء الوفد الأموي يطلب الصلح من الإمام ( ع ) ، وقد رفض الامام مطالب معاوية ، خرج الوفد المفاوض وأشاع في الناس أن الحسن قد أجاب إلى الصلح ، فحقن الله به الدماء ! ! . والمتتبع - عبر كتب التاريخ - لمبررات صلح الإمام الحسن ( ع ) ، مع معاوية ، يجد أن الوثيقة التي أبرمها الإمام ( ع ) مع معاوية جاءت لحرص الامام على الإسلام من التمزق ، وإسالة الدماء ، وحفظ الشريعة المحمدية ، وضمان ديمومتها ، وتبيانها فيما تبقى من حياته ، وهذا نص من الوثيقة التي أراد بها الإمام السمو والشموخ للاسلام : هذا ما اصطلح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب ، معاوية بن أبي سفيان ، صالحه على : . 1 - أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله ( ص ) ، وسيرة الخلفاء الصالحين . 2 - ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد لأحد من بعده عهدا ، بل يكون الأمر بعده شورى بين المسلمين . 3 - إن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ، في شامهم وعراقهم وتهامهم وحجازهم . 4 - إن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم و أموالهم ونسائهم وأولادهم ، وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه ، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء بما أعطى الله من نفسه ، . . . وغيرها من النقاط التي وردت في الوثيقة ، وبعد أن تم التوقيع على الصلح ، قدم معاوية إلى الكوفة للاجتماع بالإمام الحسن ( ع ) ، حيث ارتقى المنبر ليعلن متحديا كل القيم والأعراف الإسلامية ، والوعد الذي قطعه في وثيقة الصلح مع الامام ، ليعلن وأمام الأمة في مسجد الكوفة ، أنه يسحق بقدميه كل الشروط التي صالح الحسن عليها ، وقال : والله إني ما قاتلتكم لتصلوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ، ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ! ! . ألا وإن كل دم أصيب في هذه الفتنة فهو مطلول ، وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين ( 1 ) . وتعتبر هذه الوثيقة أقصى ما كان بإمكان الامام أن يحققه للأمة ولرسالتها ، فقد صرح
1 - أنظر فتوح أعثم ج 4 ص 161 .
110
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني جلد : 1 صفحه : 110