نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 309
أبى طالب من جعفر وقد أزعجه الأذى عن وطنه حتى هاجر إلى بلاد الحبشة وركب البحر . أيتوهم الجاحظ أن أبا طالب نصر عليا وخذل جعفرا ؟ ! ( 5 ) ص 25 - 27 من العثمانية أما ما ذكره من كثرة المال والصديق ، واستفاضة الذكر وبعد الصيت ، وكبر السن ، فكله عليه لا له . وذلك لأنه قد علم أن من سيرة العرب وأخلاقها حفظ الصديق ، والوفاء بالذمام ، والتهيب الذي الثروة ، واحترام ذي السن العالية ، وفى كل هذا ظهر شديد وسند ، وثقة يعتمد عليها عند المحن ، ولذلك كان المرء منهم إذا تمكن من صديقه أبقى عليه واستحيا منه ، وكان ذلك سببا لنجاته والعفو عنه . على أن علي بن أبي طالب عليه السلام إن لم يكن شهره سنه فقد شهره نسبه وموضعه من بني هاشم ، وإن لم يستفض ذكره بلقاء الرجال وكثرة الاسفار استفاض بأبي طالب . فأنتم تعلمون أنه ليس تيم في بعد الصيت كهاشم ، ولا أبو قحافة كأبى طالب . وعلى حسب ذلك يعلو ذكر الفتى على ذي السن ، ويبعد صيت الحدث على الشيخ . ومعلوم أيضا أن عليا على أعناق المشركين أثقل ، إذ كان هاشميا وإن كان أبوه حامى رسول الله صلى الله عليه وآله والمانع لحوزته . وعلى هو الذي فتح على العرب باب الخلاف واستهان بهم بما أظهر من الاسلام والصلاة ، وخالف رهطه وعشيرته وأطاع ابن عمه فيما لم يعرف من قبل ، ولا عهد له نظير ، كما قال تعالى : " لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون " . ثم كان بعد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ومشتكى حزنه ، وأنيسه في خلوته وجليسه ، وأليفه في أيامه كلها . وكل هذا يوجب التحريض عليه ومعاداة العرب له . ثم أنتم معاشر ( 1 ) العثمانية تثبتون لأبي بكر فضيلة بصحبة الرسول صلى الله عليه
( 1 ) ط : " معشر " .
309
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 309