نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 302
في بلوغ علي عليه السلام الحد الذي يحسن فيه التكليف العقلي بل يجب ، وهو ابن عشر سنين ، ليس بأعجب من مجئ الولد لستة أشهر . وقد صحح ذلك أهل العلم واستنبطوه من الكتاب وإن كان خارجا من التعارف والتجارب والعادة . وكذلك مجئ الولد لسنتين خارج أيضا عن التعارف والعادة ، وقد صححه الفقهاء والناس . ويروى أن معاذا لما نهى عمر عن رجم الحامل تركها حتى ولدت غلاما قد نبتت ثنيتاه فقال أبوه : ابني ورب الكعبة ! فثبت ذلك سنة يعمل بها الفقهاء . وقد وجدنا العادة تقضى بأن الجارية تحيض لاثنتي عشرة سنة ، وأنه أقل سن تحيض فيه المرأة . وقد يكون في الأقل نساء يحضن لعشر وتسع ، وقد ذكر ذلك الفقهاء ، وقد قال الشافعي في اللعان : لو جاءت المرأة بحمل وزوجها صبي له دون عشر سنين لم يكن ولدا له ، لان من لم يبلغ عشر سنين من الصبيان لا يولد له ، وإن كان له عشر سنين جاز أن يكون الولد له ، وكان بينهما لعان إذا لم يقر به ، وقال الفقهاء أيضا : إن نساء تهامة يحضن لتسع سنين ، لشدة الحر ببلادهن . ( 3 ) لصفحة 9 - 12 من العثمانية إن مثل الجاحظ . مع فضله وعلمه ، لا يخفى عليه كذب هذه الدعوى وفسادها ، ولكنه يقول ما يقول تعصبا وعنادا . وقد روى الناس كافة افتخار علي عليه السلام بالسبق إلى الاسلام ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم استنبئ يوم الاثنين وأسلم على يوم الثلاثاء ، وأنه كان يقول : صليت قبل الناس سبع سنين ، وأنه ما زال يقول : أنا أول من أسلم ، ويفتخر بذلك ويفتخر له به أولياؤه ومادحوه وشيعته في عصره وبعد وفاته . والامر في ذلك أشهر من كل شهير ، وقد قدمنا طرفا منه . وما علمنا أحدا من الناس فيما خلا استخف بإسلام علي عليه السلام ، ولا تهاون به ، ولا زعم أنه أسلم إسلام حديث غرير ، وطفل صغير ر ومن العجب أن يكون مثل العباس وحمزة ينتظران أبا طالب [ وفعله ( 1 ) ] ليصدرا عن رأيه ، ثم يخالفه على ابنه لغير رغبة ولا رهبة ، يؤثر القلة على
( 1 ) هذه التكملة من ط .
302
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 302