responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 602


الركوب عليها ، وأن أخرجت عن أرضها هلكت ، وبأعلى صعيد مصر حمير ليست بكثيرة اللحم ولكنها في غاية السير وسرعة المشي ، وبرمال الواحات وما اتصل بها حيات كثيرة تستتر في الرمل فإذا مرت بها الجمال ثارت من الرمل ورمت بأنفسها حتى تقع في المحامل ، فتنهش هناك من وافقته فيموت في الحال .
والمو : بالأندلس من أقاليم قونكة ، وهو على نهر شقر ، وبإقليم والمو قرية فيها غريبة ، وذلك عين راكدة قد علاها الطحلب ، فإذا فاجأها إنسان وصاح عليها بشدة صياحه درت بالماء وغلت غلي البرام على النار وينقطع طحلبها بشدة غليان الماء ثم تعود إلى حالها .
الواق واق : أرض الواق واق متصلة بأرض سفالة ، وفيها مدينتان حقيرتان ، وساكنها قليل لضيق عيشها وتكدر رزقها ، وبينهما قرية كبيرة تسمى دغرغة ، وهم سودان قباح الوجوه مشوهو الخلقة ، وكلامهم نوع من الصفير ، وهم عراة لا يستترون بشيء ، والداخل إليهم قليل ، وأكلهم الحوت والصدف ولحوم السلاحف ، وتتصل بهم جزائر الواق واق ، وكل واحدة من هذه البلاد على خور كبير ، ولا يخرج عن هؤلاء تجارة ، ولا مراكب لهم ولا دواب ، وجزائر الواق واق لا تعرف ما بعدها ، وربما وصل أهل الصين إليها في الندرة ، وهي جزائر عدة لا عامر بها .
ورأيت في موضع آخر أن في عرض البحر المحيط بلاد الواق واق ومنابت القنا ، وأمة الواق واق جمل شجر عظام معلقة بشعورها ولها ثدي وفروج كفروج ، النساء وأبدان حسان ، ولا يزلن يصحن واق واق ، وإذا قطعت من الأشجار التي تحملها أقامت يوماً وبعض يوم ثم تهلك ، وربما نكحهن الناس في أطيب رائحة وألذ مباضعة .
وبلاد الواق واق لا يسكنها بشر إنما يسقط إليها أهل المراكب الندرة ، وهي أكثر الأرض طيباً ، وبها تمر وفواكه لا تعرف في غيرها ولا يعلم ما هي ، ألذ مأكول وأطيب مشموم ، ويليهم أمة بحرية على شبه النساء الحسان ، سبط الشعور نواهد الصدور ، ويقال لها بنات الماء ، لهم قهقهة وضحك وكلام لا يفهم ، وقد أولد بعض البحريين واحدة منهن غلاماً وهو مستوثق منها ، ثم ظن بعد ولادتها أنها ستألف ابنها ولا تفارقه وأرسلها من وثاقها فتغفلته وتردت في البحر وذهبت سابحة ، ثم ظهرت له بعد يوم وألقت إليه صدفاً فيه در نفيس ، ثم ولت ذاهبة ، فكان ذلك الغلام يعرف بابن البحرية .
وفي جزائر الواق واق الأبنوس الذي لا يفوقه شيء في الجودة .
وادي الخراطين :
هو جزيرة بناحية جزيرة صقلية ، وبقربها جزيرة أخرى يقال لها ولهذه جزيرتا البركان ، وإنما سميت بوادي الخراطين لأن كل خرط بصقلية هناك يخرط بأرحاء الماء .
وادي القرى : من أعمال المدينة ، وهي مدينة عامرة كثيرة النخل والبساتين والعيون ، وبها ناس من ولد جعفر بن أبي طالب ، وهم الغالبون عليها ويعرفون بالواديين .
قالوا : ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر انصرف إلى وادي القرى فحاصر أهلها ليالي ثم انصرف راجعاً إلى المدينة . قال أبو هريرة رضي الله عنه : نزلناها أصلاً مع مغرب الشمس ، فبينما غلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رحله أتاه سهم غرب فقتله ، فقال الناس : هنيئاً له الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا والذي نفس محمد بيده ، إن الشملة الآن لتحترق عليه في النار كان غلها من فيء خيبر " . فأتاه رجل بشراكين فقال : أخذتهما لنعلي ، فقال : " يقد لك مثلهما من النار " .

602

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست