responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 531


وهي عامرة بالأسواق والتجاريات ، وهي صغيرة في قدرها ، وبها مصانع ، وأهلها متنافسون فيما بينهم ، ولهم اهتمام بالأمور وصيانة لما بين أيديهم من أموالهم وشح مطاع ، ولهم مزارع كثيرة وعمارات جليلة وغلاة رائجة ، وهي ما بين واسط والبصرة .
وسميت بالمدار لفساد تربتها ، والمدار : الفساد في الرائحة .
وكانت وقعة المدار في صفر سنة اثنتي عشرة على يد خالد بن الوليد ، في خلافة الصديق رضي الله عنهما ، خرج إليهم خالد في تعبئته ، فاقتتلوا على حنق وحفيظة ، ودعا قارن إلى البراز ، فبرز له خالد وأبيض الركبان معقل بن الأعشى بن النباش ، فابتدراه فسبقه إليه معقل فقتله ، وقتلت فارس مقتلة عظيمة ، وأقام خالد بالمذار وسلم الأسلاب لمن سلبها بالغة ما بلغت ، وقسم الفيء ونفل من الأخماس ما نفل في أهل البلاد ، وبعث بقيتها إلى أبي بكر رضي الله عنه ، ودفع إلى أبيض الركبان سلب قارن وقيمته مائة ألف ، وإلى عاصم وعدي سلب النوشجان وقباذ ، وقتل ليلة المذار ثلاثون ألفاً سوى من غرق ، ولولا المياه لأتي على آخرهم ، ولم يفلت منهم من أفلت إلا عراة وأشباه العراة ، ولم يلق خالد رضي الله عنه أحداً بعد هرمز إلا كانت الوقيعة الأخيرة أعظم من التي قبلها ، ومن ذلك السبي كان يسار أبو الحسن البصري ، وكان نصرانياً .
المروة : جبل بمكة معروف ، والصفا جبل آخر بإزائه ، وبينهما قديد ينحرف عنهما شيئاً يسيراً ، والمشلل هو الجبل الذي ينحدر منه إلى قديد ، وعلى المشلل كانت مناة ، فكان من أهل بها من المشركين ، وهم الأوس والخزرج يتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة ، ثم استمروا على ذلك في الإسلام ، فأنزل الله تعالى : " إن الصفا والمروة من شعائر الله " كذا روي عن عائشة رضي الله عنها . وقال أبو بكر بن عبد الرحمن : لما ذكر الله عز وجل الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة قالوا : يا رسول الله ، كنا نطوف بين الصفا والمروة ، فأنزل الله عز وجل الآية . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طوافه بينهما يمشي حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى ، وكان بدء هذا السعي أن إبراهيم عليه السلام لما أتى بهاجر إلى مكة وانتهى بها وابنها معها طفل صغير ، وليس معهما إلا مزود تمر وقربة ماء ، فأنزلهما هناك وانصرف عنهما ، تبعته فقالت : يا إبراهيم آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذن لا يضيعنا ، فمكثت حتى فني الزاد والماء وانقطع لبنها ، وجعل الصبي يتلمظ ، فذهبت إلى الصفا فوقفت عليه ، هل ترى من مغيث ، فلم تر أحداً ، فذهبت تريد المروة ، فلما صارت في بطن الوادي سعت حتى خرجت منه ، فأتت المروة فوقفت عليها ، هل ترى أحداً ، وترددت بينهما سبعة أشواط ، فصارت سنة .
وذو المروة من أعمال المدينة ، قرى واسعة لجهينة .
مر الظهران : بفتح أوله وتشديد ثانيه وبالظاء المعجمة ، موضع بينه وبين البيت ستة عشر ميلاً ، ورد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ترك طواف وداع البيت من مر الظهران ، وكانت منازل عك مر الظهران ، سميت مر لمرارة مياهها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل المسيل الذي من أدنى مر الظهران حتى يهبط من الصفراوات ، وليس بين منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الطريق إلا مرمى حجر ، وهناك نزل عند صلح قريش .
وبمر الظهران حصن كبير يسمى البوقة ، وفيه كان مسكن أمير مكة شكر بن الحسن بن علي بن جعفر الحسني ، وهناك ضياع كثيرة لأهل مكة ولبني جمح وبني مخزوم وغيرهم .
وببطن مر تخزعت خزاعة عن إخوتها فبقيت بمكة وسارت إخوتها إلى الشام أيام سيل العرم ، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :
ولما نزلنا بطن مر تخزعت * خزاعة عنا في الحلول الكراكر

531

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست