responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 530


بين يديه ، فذعر المنصور منه ذعراً شديداً ، ثم أخذه فجعل يقلبه ، فإذا مكتوب عليه بين الريشتين :
أتطمع في الحياة إلى التنادي * وتحسب أن ما لك من معاد ستسأل عن ذنوبك والخطايا * وتسأل بعد ذاك عن العباد ثم قرأ عند الريشة الأخرى :
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت * ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وساعدتك الليالي فاغتررت بها * وعند صفو الليالي يحدث الكدر ثم قرأ عند الريشة الأخرى :
هي المقادير تجري في أعنتها * فاصبر فليس لها صبر على حال يوماً تريك خسيس القوم ترفعه * إلى السماء ويوماً تخفض العالي قال : وإذا على جانب السهم مكتوب : همذان منها مظلوم في حبسك ، فبعث من فوره بعدة من خاصته ففتشوا الحبوس والمطابق ، فوجدوا شيخاً في بيت من الحبس فيه سراج يسرج ، وعلى بابه جارية مسبلة ، وإذا الشيخ موثوق بالحديد متوجه نحو القبلة يردد هذه الآية " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ، فسئل عن بلده فقال : همذان ، فحمل ووضع بين يدي المنصور ، فسأله عن حاله ، فأخبره أنه رجل من أبناء مدينة همذان وأرباب نعمتها ، وأن واليك دخل إلى بلدنا ، ولي ضيعة في بلدنا تساوي ألف ألف درهم ، وأراد أخذها مني فامتنعت ، فكبلني في الحديد وحملني ، وكتب إني عاص ، فطرحت في هذا المكان ، فقال المنصور : مذ كم ؟ قال : مذ أربعة أعوام ، فأمر بفك الحديد عنه والإحسان إليه والإطلاق له وإنزاله أحسن منزل ، وقال : يا شيخ ، قد رددنا عليك ضيعتك بخراجها ما عشت وعشنا وأما مدينتك همذان فقد وليناك عليها ، وأما الوالي فقد حكمناك فيه وجعلنا أمره إليك ، فجزاه الشيخ خيراً ودعا له بالبقاء وقال : يا أمير المؤمنين ، أما الضيعة فقد قبلتها ، وأما الولاية فلا أصلح لها وأما واليك فقد عفوت عنه ، فأمر له المنصور بمال جزيل وبر واسع ، واستحله وحمله إلى بلده مكرماً بعد أن صرف الوالي وعاتبه على ما جنى من انحرافه عن سنة العدل ، وسأل الشيخ مكاتبته في مهماته وأخبار بلده ، وإعلامه بما يكون من ولاته على الحرب والخراج ، ثم أنشأ المنصور يقول :
من يصحب الدهر لا يأمن تصرفه * يوماً وللدهر إحلاء وإمرار لكل شيء وإن دامت سلامته * إذا انتهى فله لا بد إقصار مدينة المائدة : في أحواز طليطلة ، سميت بذلك لأنها وجد فيها المائدة المنسوبة إلى سليمان بن داود عليهما السلام وهي خضراء من زبرجد ، حافاتها منها وأرجلها ، وكان فيها ثلاثمائة وخمسة وستون رجلاً ، وانتهى إليها طارق حين مضى إلى طليطلة سنة ثلاث وتسعين .
المدان : بلد بالحجاز ، به مات عيسى بن جعفر بن أبي جعفر سنة اثنتين وتسعين ومائة .
قال أبو العيناء : انصرف عيسى بن جعفر ليلة من عند الرشيد ، وفي إصبعه خاتم فضة ، فصه ياقوت أحمر قيمته عشرة آلاف دينار ، فسقط فصه في الطريق ، فطلب فلم يوجد ، فقال : أطفئوا الشمع ، فلما أظلم الطريق أضاء الفص فأخذه .
المذار : بالعراق ، وهي مدينة تميسان ، على ضفة دجلة ،

530

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست