إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
لقد أيد الله المقام المكرما * وسني له الصنعين فتحاً ومغنما مجانة المطاحن : بإفريقية ، مدينة قديمة ، فيها مقطع حجار الأرحاء لا يعدلها شيء من الحجارة ، وبينها وبين مرماجنة مرحلة كبيرة ، وهي مدينة صغيرة عليها سور تراب ، وكان يزرع بها قديماً بصل الزعفران ، ولها واد غزير الماء يأتي من جبل بمقربة منها يزرعون عليه غلاتهم ، وهو جبل شاهق ومنه تقطع أحجار المطاحن التي إليها تنتهي الجودة وحسن الطحن ، حتى إن الحجر الواحد منها ربما مر عليه عمر الإنسان فلا يحتاج إلى نقاش لصلابته ودقته ، والعرب متغلبة على أرضها ، وبينها وبين القسنطينة ثلاث مراحل . المحصب : بمكة معروف مأخوذ من الحصباء ، وقال الشاعر : ولم أر ليلى قبل موقف ساعة * بخيف منى ترمي جمار المحصب محسر : واد بالمزدلفة وهو جمع ، وعن جابر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة ، وجمع كلها موقف وارتفعوا عن بطن محسر " . المختارة : مدينة على الدجلة ، وعلى مسيرة يوم من البصرة ، وبالقرب من مدينة عبادان ، سماها بذلك الدعي المتغلب على البصرة سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وهو المعروف بصاحب الزنج ، وكان حاصرها وقتل من أهلها ثلاثمائة ألف ، وقتل بعد أن دخلها مائتي ألف ، وحرق عامتها وهدم المسجد الجامع وحرقه بالنار ، واسمه محمد بن علي بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، وخرج في خلافة المعتمد والمهتدي بالله العباسي ، وكان الذي طاوله في تلك الحروب طلحة بن جعفر المتوكل المعروف بالموفق إلى ثلاث سنين وثمانية أشهر إلى أن قتله ، وسيق رأسه إلى بغداد وطيف به ، وكان يوماً عظيماً ، وكان هذا الدعي سكن المختارة بسودانه الذين قاموا معه من عبيد أهل البصرة وغيرهم ، وكانت مدته إلى أن قتل ست عشرة سنة ، وكان موته بسهم أصابه في نحره بين الصفين وهو ينشد : لميتة يلقها الإنسان واحدة * خير له من لقاء الموت تارات وقصته مشهورة ، وهي أطول من هذا . مخيس : سجن بناه علي رضي الله عنه بالكوفة ، قال الخليل : هو بفتح الياء ، سجن الحجاج ، لأنه موضع التخييس . مدين : بالشام على ساحل بحر القلزم ، وهي أكبر من تبوك ، وبها البئر التي استقى منها موسى عليه السلام لسائمة شعيب عليه السلام قال الله تعالى " ولما ورد ماء مدين " ، ويحكى أنها بئر معطلة ، وسميت مدين بالقبيلة التي كان منها شعيب عليه السلام ، وفيها معايش ضيقة وتجارات كاسدة ، ومن مدين إلى أيلة خمس مراحل . ومدين الذي سميت به البلدة هو مدين بن إبراهيم عليه السلام . وفي القرآن " وإلى مدين أخاهم شعيباً " ، وقال بعضهم : لم يكن شعيب عليه السلام من ذرية إبراهيم عليه السلام ، وإنما هو من ذرية بعض من آمن به ، وهم أصحاب الأيكة من ولد مدين بن إبراهيم ، وسلط الله على قومه حراً شديداً أخذ بأنفاسهم ، ثم بعث الله سحابة فوجدوا لها برداً ، فلما صاروا تحتها أرسلها عليهم ناراً ، فذلك قوله تعالى " فأخذهم عذاب يوم الظلة " ، فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى ، وكانوا أهل كفر بالله وبخس في المكيال والميزان . وزعم قوم أن أهل مدين بعث الله إليهم شعيباً من العرب العاربة والأمم الدائرة وليسوا من ولد مدين بن إبراهيم .