متيجة : مدينة بالقرب من الجزائر ، على نهر كبير عليه الأرحاء والبساتين ولها مزارع ومسارح ، وهي أكثر تلك النواحي كتاناً ، ومنها يحمل ، وفيها عيون سائحة وطواحن ماء . مثوب : موضع قريب من حضرموت ، فيه نزل وهرز الذي أرسله كسرى أنوشروان مع سيف بن ذي يزن لغزو الحبش في الزمن السالف ، كان وجه معه من أهل السجون جنداً وقال : إن فتحوا فلنا ، وإن هلكوا فلنا ، فلما مضوا مع وهرز الديلمي وكان رامياً شجاعاً فركبوا البحر إلى ساحل حضرموت ثم نزلوا بمثوب هذا ، وأمر وهرز بتحريق السفن لئلا يخطر لهم الفرار ، وقال في ذلك رجل من حضرموت : أصبح في مثوب ألف في الجنن * من رهط ساسان ورهط وهرزن ليخرجوا السودان من أرض اليمن * دلهم قصد السبيل ذو يزن وفي القصة طول ، وهي مشهورة . مجنة : ماء بإزاء عكاظ ، ومجنة على ثلاثة أميال من مكة بناحية مر الظهران وكان في الجاهلية سوقاً من أسواق العرب مثل عكاظ وذي المجاز ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول مبعثه يأتي هذه الأسواق في مواسم يعرض نفسه على القبائل ويدعو إلى الله تعالى وإلى ما جاء به ، وأقام على ذلك أعواماً ، فمنهم من يحسن الرد ومنهم من يسيئه ، إلى أن أظهر الله دينه ونصر نبيه ، وفي ذكر عكاظ طرف من هذا . مجريط : مدينة بالأندلس شريفة بناها الأمير محمد بن عبد الرحمن ، ومن مجريط إلى قنطرة ياقوه وهي آخر حيز الإسلام ، أحد وثلاثون ميلاً . وفي مجريط تربة تصنع منها البرام وتستعمل على النار عشرين سنة لا تنكسر ، وما طبخ فيها لا يكاد يتغير في حر الهواء ولا برده ، وحصن مجريط من الحصون الجليلة ، وهو من بناء الأمير محمد بن عبد الرحمن . وذكر ابن حيان في تاريخه الخندق الذي خندق بخارج سور مجريط ، قال : عثر فيه على قبر برمة عادية كان طولها إحدى وخمسين ذراعاً التي هي مائة شبر وشبران من قمحدوة رأسه إلى طرفي قدميه ، وصح هذا بالثبت من مخاطبة قاضي مجريط ووقوفه عليه ومعاينته إياه ومعاينة شهوده ذلك ، وأخبر أن مقدار ما وسعه تجويف قحف دماغه ما قدره ثمانية أرباع أو نحوها ، فسبحان من له في كل شيء آية . ومجريط ، مدينة صغيرة وقلعة منيفة ، وكان لها في زمن الإسلام مسجد جامع وخطبة قائمة . وهي بمقربة من طليطلة . مجدونيه : مدينة مجدونية قاعدة الروم الإغريقيين ، ومنها أرسطاطاليس فيلسوف الروم وعالمها وطبيبها وجهبذها وخطيبها ، وهو معلم الإسكندر وله إليه رسائل . ومن رسائله هذه الرسالة الفذة الصغيرة في حجمها الكبيرة في معناها ، قالوا : اشتملت على مصالح الدنيا والآخرة ، قال فيها علي بن رضوان المصري : وقد وضع العارف أرسطاطاليس مقالة كتبها على طريق البلاغة جمع فيها ما إذا نصبه الإنسان غرضاً في مطلوب من مطالب السعادة الذاتية المسماة فلسفة ، والعرضية المسماة بحثاً ، وصل إلى مطلوبه ، قال : وأنا أشير على كل من وقف عليها أن يعمل فيها ما عملناه وفرضناه على أنفسنا ، وذلك أني أقرؤها في كل يوم مرة واحدة أتدبر معانيها وألزمها في مطلوباتي فأبلغ منها إلى ما ألتمسه ، وهذا لفظ العارف : قال : أما بعد ، فإن حقاً على العاقل أن ينظر إلى محاسن الناس ومساوئهم وموقعها منهم في منافعها ومضارها ، ثم يلتمس المنافع لنفسه من مثل ما نفعهم ، ويتقي المضار عنها من مثل ما