responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 468


لا تطلع الشمس على عامل لم يضع يده في عمله فيؤتى به إلا قطع يده ، قال : فتخلف رجل ممن كان يعمل فيه حتى طلعت الشمس ، وكانت له أمّ عجوز ، فذهب بها معه لتستوهبه من أبرهة ، فأتته به وهو بارز للناس ، فذكرت له علة ابنها واستوهبته منه فقال : لا أكذب نفسي ولا أفسد عليّ عمالي ، فأمر بقطع يده ، فقالت له أمّه : ضرب بمعولك ساعي بهر ، اليوم لك وغداً لغيرك ، ليس كل الدهر لك ، فقال : ادنوها ، فقال لها : إن هذا المُلْك أيكون لغيري ؟ قالت : نعم ، وكان أبرهة قد أجمع أن يبني القليس حتى يظهر على ظهره فيرى منه بحر عدن ، فقال : لا أبني حجراً على حجر بعد يومي هذا ، فأعفى الناس من العمل ، وتفسير قولها : ساعي بهر ، تقول : اضرب بمعولك ما كان حديداً ، فانتشر خبر بناء أبرهة هذا في العرب ، فدعا رجُل من النسأة من بني مالك بن كنانة فتيين منهم فأمرهما أن يذهبا إلى ذلك البيت الذي بناه أبرهة بصنعاء فيحدثا فيه ، فذهبا ففعلا ذاك ، فدخل أبرهة البيت فرأى آثارهما فيه فقال : من فعل هذا ؟ فقيل : رجلان من العرب ، فغضب من ذلك وقال : لا أنتهي حتى أهدم بيتهم الذي بمكة .
وقيل : لما تحدثت العرب بكتاب أبرهة بذلك إلى النجاشي غضب رجل من النسأة أحد بني فقيم من بني كنانة ، فخرج حتى أتى القليس ، فقعد فيها ، أي أحدث فيها ، ثم خرج حتى لحق بأرضه ، فأخبر بذلك أبرهة فقال : من صنع هذا ؟ فقيل له : صنعه رجل من العرب من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكّة لما أن سمع بقولك : أصرف إليها حاج العرب ، فغضب فقعد فيها ، أي أنها ليست لذلك بأهل ، فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه .
قال : فساق الفيل إلى البيت الحرام ليهدمه ، فكان من أمر الفيل ما كان ، فلم يزل القليس على ما كان عليه حتى ولى أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين العباسَ بن الربيع بن عبيد الله الحارثي اليمن ، فذكر للعباس ما في القليس من النقض والذهب والفضة وعظم ذلك عنده وقيل له إنك مصيب فيه مالاً كثيراً وكنزاً ، فتاقت نفسه إلى هدمه وأخذِ ما فيه ، فبعث إلى ابن لوهب بن منبه فاستشاره في هدمه وقال : إن غير واحد من أهل اليمن قد أشاروا علي أن لا أهدمه ، وعظم علي أمر كعيب وذكر أن أهل الجاهلية كانوا يتبركون به ، وأنه كان يكلمهم ويخبرهم بأشياء ممّا يحبون ويكرهون ، قال ابن وهب : كل ما بلغك باطل ، وإنما كعيب صنم من أصنام الجاهلية فتنوا به ، فمر بالدهل - وهو الطبل - وبمزمار فليكونا قريباً ، ثم اعله بالهدامين ، ثم مرهم بالهدم ، فإن الدهل والمزمار أنشط لهم وأطيب لأنفسهم ، وأنت مصيب من نقضه مالاً مع أنك تثأر من الفسقة الذين حرقوا غمدان وتكون قد محوت عن قومك اسم بناء الحبش وقطعتَ ذكرهم . وكان بصنعاء يهودي عالم ، قال : فجاء قبل ذلك إلى العباس بن الربيع يتقرب إليه ، فقال له : إن ملكاً يهدم القليس يلي اليمن أربعين سنة ، فلما اجتمع له قول اليهودي ومشورة ابن وهب أجمع على هدمه .
وفي الروض الأنف أن أبرهة لما هلك ومزقت الحبشة كل ممزق ، وأقفر ما حول هذه الكنيسة فلم يعمرها العدوَ ، وكثرت حولها السباع والحيات ، وكان من أراد أن يأخذ شيئاً منها أصابته الجن ، فبقيت من ذلك العهد بما فيها من العدد والخشب المرصع بالذهب والآلات المفضضة التي تساوي قناطير من المال ، لا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيئاً إلى زمن أبي العباس فذكر له أمرها وما يتهيبُ من جنها وحيّاتها فلم يرعه ذلك ، وبعث إليها العباس بن الربيع عامله على اليمن معه أهل الحزم والجلادة ، فخربوها وحصلوا منها مالاً كثيراً ، أبيع ما أمكن بيعه من رخامها وآلاتها ، فعفا بعد ذلك رسمها وانقطع خبرها ودرست آثارها ، وكان الذي يصيبهم من الجن ينسبونه إلى كعيب وامرأته ، صنمين كانت الكنيسة بنيت عليهما ، فلما كسر كعيب وامرأته أصيب الذي كسره بجذام ، فافتتن بذلك رعاع اليمن وطغامه ، وقالوا : أصابه كعيب .
وذكر أبو الوليد الأزرقي عن الثقة عنده قال : شهدت العباس وهو يهدمه فأصاب منه مالاً عظيماً ، ثم رأيته دعا بالسلاسل فعلقها في كعيب والخشبة التي معه ، فاحتملها الرجال فلم يقربها أحد مخافة ، لما كان أهل اليمن يقولون فيها ، قال : فدعوا

468

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست