responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 428


وشيد مجراها سنين لعدة * ثلاث مئين بعد ذاك وأربعا وألفت من عين بجقّار بعضها * ومن لمنس ؟ البعض حتى تجمعا فلما انتهى الغربال دبر أمرها * وأنزلها ما بين ذلك أذرعا غزة : موضع بديار جذام من مشارف الشام على ساحل البحر ، وبها قبر هاشم بن عبد مناف ، وفيه يقول الشاعر يرثيه :
ميت بردمان وميت بسل‌ * مان وميت عند غزات غزال : ثنية بين الجحفة وعسفان ، قال كثيّر :
قلن عسفان ثم رحن سراعاً * قاطعاتٍ ثنية من غزالِ غزنة : مدينة من مدن خوارزم منها أبو الفضل محمد بن أبي يزيد طيفور السجاوندي الغزنوي مصنِّف كتاب " عين المعاني في تفسير القرآن العظيم " .
وفي سنة ست عشرة وأربعمائة وصل كتاب محمود بن سبكتكين سلطان خُراسان من مستقره بغزنة إلى خليفة بغداد أبي العباس أحمد القادر بالله أمير المؤمنين ، يذكر فيه غزاة غزاها إلى بلاد الهند ، ويصف ما سنّاه الله تعالى للإسلام من فتوحات وغنائم على يديه ، أطال فيه القول ، وكان المنشور في مائة طبق منصورية .
وعلى مقربة من غزنة موضع يقال له بلخشان تقدم في حرف الباء .
وفي سنة سبع عشرة وستمائة عاث الططر في بلاد غزنة والسند وما إلى تلك الجهات ، وكان منهم فيها من القتل والنهب والإحراق والتخريب ما تصم عنه الأسماع .
قالوا : ولم يبتل العالم بمثل كائنة الططر في عصر من الأعصار ، فإنهم خرجوا من حدود الصين وملكوا معظم الأرض في نحو سنة ، ولم يبلغ الإسكندر ولا بخت نصّر هذا المبلغ في هذه المدة ، وإنما استقام لهم هذا الأمر بسبب عدم المانع ، لأن خوارزم شاه كان قد استولى على ممالك المشرق وقتل ملوكها ، فلما كسره الططر لم يجدوا من يخلفه في كل مملكة ، لينفذ قضاء الله وقدره . وكان بها ، حين نزلها الططر ، جلال الدين خوارزم شاه في ستين ألف فارس ، فقاتلهم ثلاثة أيام فكانت العاقبة له ، وتصايح الناس : أحيا الله دولة خوارزم شاه بكَ يا جلال الدين ، وقتل من الططر خلق لعب الصبيان برؤوسهم ، ثم جاءوا في جيش ثان فكسرهم جلال الدين أيضاً ، ثم جرت بين المسلمين فتنة على الغنائم فتفرقوا واستهزءوا بالططر وظنوا أنهم قد فلوا حدهم ، فلما بلغ ذلك جنكزخان سار بنفسه إلى جلال الدين ، ومعه جمهور الططر ، فوجدوا المسلمين متقاتلين ومتفرقين ، وبلغ الخبر جلال الدين ، فسار إلى بلاد الهند ، فلما انتهى إلى مهران ، وهو النهر العظيم الذي ينزل إلى السند ، فلم يقدر على عبوره بعسكره ، والططر في اتباعه ، فاضطروه إلى المصافة ، فأدركه جنكزخان في جموع عظيمة ، فدامت الحرب بينهم ثلاثة أيام ، وقتل من الفريقين ما لا يحصى ، ودخل جلال الدين مع أصحابه السفن ، ورجع الططر إلى غزنة فدخلوها ، لا حامي دونها ، فتركوها دكّاء بعدما قتلوا أهلها وفعلوا ما جرت به عادتهم ، والمشهور على ألسنة العجم أنه كان فيها اثنا عشر ألف مدرسة ، فقس على هذا من أمرها ما يطول تفسيره .
غلوة : مدينة في بلاد النوبة على ضفة النيل أسفل من مدينة دمقلة ، بينهما مسيرة خمسة أيام في النيل ، وماؤهم من النيل وشربهم منه ، وعليه يزرعون الشعير والذرة ، وعندهم من البقول السلجم والبصل والقثاء والبطيخ ، وأهلها يسافرون إلى بلاد مصر .

428

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست