إليهم سرايا الروم فيستنقذون منهم غنائمهم ويخرجونهم من أرضهم ، والروم تعلم بأسهم وبسالتهم فيتجنبونهم . غيارو : في بلاد السودان ، بينها وبين غانة نحو عشرين يوماً في عمائر متصلة ، وبين مدينة غيارو والنيل اثنا عشر ميلاً ، وفيها كثير من المسلمين ، وفي أهلها نجدة ومعرفة ، وهم يغيرون على بلاد لملم ويسبونهم ويأتون بهم ويبيعونهم من تجار غانة ، وبين غيارو ولملم ثلاث عشرة مرحلة ، وبينها وبين غانة إحدى عشرة مرحلة ، وهي طاعة لصاحب غانة ، وإليه يؤدون لوازمهم . الغدير : مدينة بقرب المسيلة من البلاد الزابية ، وبينها وبين قلعة بني حماد ثمانية أميال ، وهي مدينة حسنة أهلها بدو ، ولهم مزارع وأرضون مباركة ، والحرت بها قائم ، والمسافة بينها وبين المسيلة ثمانية عشر ميلاً . وهي مدينة أولية بين جبال ، فيها عين ثرة عذبة عليها الأرحاء ، وعين أخرى وتحتها عين خرّارة ، ومن هناك ينبعث نهر سهر ، وبمدينة الغدير جامع وأسواق عامرة وفواكه كثيرة ، وهي رخيصة الطعام واللحم وجميع الثمار ، قنطار عنب فيها بدرهم ، وسكانها هوارة يعتدون في ستين ألفاً ، وهي ما بين سوق مهرة وطبنة ، وهي على مرحلتين من طبنة . غدامس : في الصحراء على سبعة أيام من جبل نفوسة . وهي مدينة لطيفة قديمة أزلية إليها ينسب الجلد الغدامسي ، وبها دواميس وكهوف كانت سجوناً للملكة الكاهنة التي كانت بإفريقية ، وهذه الكهوف من بناء الأولين ، وفيها غرائب من البناء والآزاج المعقودة تحت الأرض يحار الناظر فيها إذا تأملها ، تبين أنها آثار ملوك سالفة وأمم دارسة ، وأن تلك الأرض لم تكن صحراء وأنها كانت خصيبة عامرة . وأكثر طعامهم التمر والكمأة ، وتعظم الكمأة في تلك البلاد حتى تتخذ فيها اليرابيع والأرانب أجحاراً . ومن غدامس يدخل إلى بلد تادمكة وغيرها من بلاد السودان . وبينهما أربعون مرحلة ، وأهلها بربر مسلمون وملثمون على عادة بربر الصحراء من لمتونة ومسوفة وغيرهم . الغريّان : بالكوفة ، يُقال إن النعمان بناهما على قبر عمرو بن مسعود وخالد بن نضلة لما قتلهما ، قالت هند بنت معبد بن نضلة ترثيهما : ألا بكر الناعي بخير بني أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد غرغة : اسم جبل في بلاد زغاوة من أرض السودان فيه نمل على قدر العصافير ، هي أرزاق لحيات طوال غلاظ تكون في هذا الجبل ، يقال إنها قليلة الضرر ، والسودان يقصدون هذا الجبل يتصيدون فيه هذه الحيات ويأكلونها . غرنتل : في بلاد السودان ، بلد كبير ومملكة جليلة لا يسكنها مسلمون ولكنهم يكرمونهم ويخرجون لهم عن الطريق إذا دخلوا بلادهم ، وعندهم الفيلة والزرافات ومن غرنتل إلى غيارو . وهي على ضفة النيل ، وهي مدينة لطيفة القدر في سفح جبل وشرب أهلها من النيل ، وأكلهم الذرة ، ولباسهم الصوف ، وعندهم الحوت والألبان ، وهم يضربون في تلك البلاد بضروب التجارات التي تدور بين أيديهم . الغربال : أكمة كبيرة يجوز عليها ماء الحنية العادية المجلوب من جبل زغوان إلى معلقة قرطاجنة قبل الإسلام ، أظنه سمي الغربال لأن فيه كان الماء يتصفى فيخرج عنه صافياً خالصاً ، وهو موضع مشرف منفرج ، وهو الذي عنى العابد محرز بن خلف في القصيدة المنسوبة إليه يقول فيها : ومن بعده التدمير يا صاح قد بنى * بها طيطراً ثم القناة فأبدعا