إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
حرفُ الغين الغابة : من رسم خيبر وقيل موضع عند المدينة ، وبها كانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم . الغار : المذكور في القرآن في قوله تعالى " إِذْ هُمَا في الغَارِ " ، وهو غار ثور ، جبل بمكة ، وذلك حين هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اختفى فيه هو وأبو بكر رضي الله عنه ، من قريش حين خرجوا في اتباعه ، وأمر الله تعالى العنكبوت فنسجت على فم الغار ، وأرسل حمامتين وحشيتين فوقعتا على وجه الغار ، وكان ذلك مما صدّ المشركين عنه ، فيقال إن حمام الحرم من نسل تينك الحمامتين . وتقدم لدخوله أبو بكر رضي الله عنه ليقيه بنفسه لئلا يخرج منه ما يؤذيه ، وفيه قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : " ما ظنك باثنين ، الله ثالثهما " ، وقصة الغار مشهورة . غانة : من بلاد السودان ، بينها وبين سجلماسة مسيرة شهرين . وهي مدينتان على ضفتي البحر الحلو ، وهي أكبر بلاد السودان قطراً وأكثرها خلقاً وأوسعها متجراً ، وإليها يقصد المياسير من جميع البلاد المحيطة بها من سائر بلاد المغرب الأقصى ، وأهلها مسلمون وملكها ، فيما يذكر ، من ذرية صالح بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وهو يخطب لنفسه ، لكنه تحت طاعة الخليفة العباسي ، والذي يعلمه أهل المغرب الأقصى علماً يقينياً أن في قصره لبنة ذهب وزنها ثلاثون رطلاً نقرة واحدة ، خلقها الله تعالى خلقة تامة من غير أن تسبك في نار ، وقد نقب فيها نقب ، وهي مربط لفرس الملك ، وهي من الأشياء الغريبة التي انفرد بها ، وهو يفخر بها على سائر ملوك السودان ، وهو أعدل الناس فيما يحكى عنه ، ومن سيرته أن له جملة قواد يركبون إلى قصره كل صباح لكلّ قائد منهم طبل يضرب على رأسه ، فإذا وصل إلى باب القصر سكت ، فإذا اجتمع إليه قوّاده ركب وسار يقدمهم ، ويمشي في أزقة المدينة ، وداير البلد ، فمن كانت له مظلمة أو نابه أمر تصدى له ، فلا يزال حاضراً بين يديه حتى ينظر في مظلمته ، ثم يرجع إلى قصره ، فإذا كان بعد العصر وسكن حر الشمس ركب مرة ثانية وحوله جنوده ، فلا يقدر أحد على قربه ولا الوصول إليه . ولباسه أزر حرير يتوشح بها أو بردة يلتفّ بها ، وسراويل في وسطه ، ونعل شركي في قدمه ، وركوبه الخيل ، وله حلية حسنة وزي كامل يقدمه أمامه في أعياده ، وبنود كثيرة ، وراية واحدة ، وتمشي أمامه الفيلة والزراريف وضروب من الوحش التي في بلاد السودان . ولهم في النيل زوارق وثيقة الإنشاء يتصيدون فيها ويتصرفون بين المدينتين .