عسْفَان : بلد بين مكّة والمدينة ، بينها وبين مكة تسعة وأربعون ميلاً ، وبينها وبين البحر عشرة أميال ، وفيها آبار عذبة ، وبين عسفان وقديد أربعة وعشرون ميلاً ، وعسفان كثيرة الأهل خصيبة ، ماؤها من الآبار ، وقال كثيّر : قلن عسفان ثم رحن عشاء * قاطعات ثنيّةً من غزالِ وكان تبع ملك اليمن أتاه نفر من هذيل ، وهو بين عسفان وأمج فقالوا له : أيها الملك ، ألا ندلك على بيت مال داثر أغفلته الملوك قبلك ، فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة ، يريدون الكعبة . . . إلى آخر القصة ، ذكرها ابن إسحاق . وربما كان في عسفان غدران بين أراك وأم عيلان وبين الجحفة وعسفان غدير خم ، وهو الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنقل حماه إلى مهيعة لما استوبأ المهاجرون المدينة . عسيب : جبل على قاع النقيع . وكان امرؤ القيس لما مضى إلى قيصر فوشي به إليه في شيء نسب إليه ، فوجه معه جيشاً يعينه على أخذه بثأره ، وأرسل إليه بأثر ذلك بحلة مسمومة مع رجل وقال له : الملك يخصك بالسلام ، وقد بعث إليك بحلة لتلبسها يكرمك بها ، فأدخله الحمام وكساه إياها بعد خروجه ، فلما لبسها تنفط جسمه فكان يحمل في محفة ، وفي ذلك يقول : وبدلت قرحاً دائماً بعد صحة * لعل منايانا تحوَّلْنَ أبؤسا ثم نزل إلى جنب جبل وفي ناحية منه قبر ، فسأل عنه فقيل له : هو قبر لابنة بعض ملوك الروم ، قال : فما جاء بها إلى هاهنا ؟ فقيل له : إنها ترهبت فماتت حيث يرى الملك ذلك ، فعند ذلك جعل يقول : أجارتنا إن الخطوبَ تنوبُ * وإني مقيم ما أقام عسيبُ أجارتنا إنا غريبان هاهنا * وكل غريب للغريب نسيب فإن تصلينا فالمودَّة بيننا * وإن تهجرينا فالغريب غريب أجارتنا ما فات ليس يؤوب * وما هو آت في الزمان قريب وليس غريباً من تناءت دياره * ولكنَّ من زار الترابَ غريب عشقة : جزيرة في بحر القلزم يسكنها قوم صيادون ينسبون إلى جهينة ، وهم يدخرون الماء في هذه الجزيرة ويرثونه عن آبائهم ويجلبونه من البراري على مسافات بعيدة ، وهم سمر الألوان من هذا البحر ، شقر الشعور من مباشرة الشمس ، ولهم جلبات يصطادون بها ، وليس لهم طعام غير السمك والتمر ، وسمكهم حوت أخضر واسع ، زنة الحوت رطل ونحوه ، وإذا ادخر الرجل منهم ألف حوت فذلك الغني ، وإن كان عنده مع ذلك حمل تمر فذلك الذي لا فوقه أحد . وبهذا الحوت يتبايعون وبه يتناكحون ، وإذا خطرت السفينة عليهم أتوها يستطعمون أهلها ، وهم في السباحة والصبر عليها كبعض حيوان البحر . وفي جزيرة عشقة هذه وجدت اللؤلؤة المسماة باليتيمة ، فحملها الذي وجدها منهم إلى مصر ، وأهداها إلى صاحبها فسأل أهل الميز بالأحجار تقويمها ، فلم يدر لها قيمة لارتفاع ثمنها وغرابة أمرها ، قال لمهديها : ما أمنيتك ؟ فسأله أن يعطيه جزيرته التي أصابها فيها ففعل ، وملوك مصر يضعون هذه اللؤلؤة في عمائمهم إلى الآن . العوراء : موضع باليمامة . والعوراء أيضاً دجلة وقد تقدم القول فيها في حرف الدال .