responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 400


وكانت وفاته بطوس في جمادى الأخرى سنة ثلاث وتسعين ومائة وله خمس وأربعون سنة ، وكان مولده بالري ، وقال للعباس بن موسى : في علمنا المدروس أني أموت بطوس . ولإبراهيم بن المهدي يرثيه :
ذكرت أخي هارون وهو ببلدةٍ * تكلفها شهرٌ وأوبتها شهرُ بطوس ومن تكتب بطوس وفاته * يطلْ من أخلاء الصفاء له الهجر كملت فلما صرت للأرض زينة * أفلت عن الدنيا كما يأفل البدر فما الخير بالمأمول ما هبت الصبا * ولا الشر بالمأمون ما برق الفجر وفي الرشيد ودفنه بطوس يقول دعبل ، وكان بذيء اللِّسان :
قبرانِ في طوس خير الناس كلهم * وقبر شرّهم هذا من العِبرِ لا ينفع الرجس من قرب الزكي ولا * على الزكي بقرب الرجس من ضرر يعني علي بن موسى الرضا والرشيد ، وقبراهما متجاوران بظاهر مدينة نوقان ، وهي طوس العظمى ، في مشهد حسن في قرية يقال لها مِلياناد ، وفيها حصن حصين منيع وفيه قوم معتكفون .
وبنوقان معدن قدور البرام يحمل منها إلى سائر بلاد خُراسان ، وفيها معادن النُحاس والحديد والفضة والفيروزج والدهنج وغيرها .
ومن أهل طوس الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي رحمة الله عليه .
طواويس : من مدن بخارى ، وهي مدينة عامرة لها سوق في وقت من السنة معلوم ويقصده الناس والتجار من جميع أرض خُراسان ، ويجلب إليه كثير من الأمتعة ، وتحمل منه الثياب المتخذة من القطن إلى بلاد العراق لكثرتها ، وبها صناعات ، وبها فواكه مختلفة الأجناس وبساتينها كثيرة ، ومرافقها موجودة ، والمياه تخترق جهاتها ، وهي حصينة ، وفيها قصبة وسور يدور بها ، ومسجدها الجامع في المدينة ، ومنها إلى بخارى مرحلة .
الطوانة : قال البكري : طوانة بضم أوله وبالنون ، اسم موضع قسطنطينية قبل أن يبنيها قسطنطين والطوانة مدينة ببلاد الروم على فم الدرب مما يلي طرسوس ، وكان معاوية رضي الله عنه أغزى سفيان بن عوف وأمره أن يبلغ الطوانة ، فأصيب معه خلق من الناس ، فعم الناس الحزن بمن أصيب بأرض الروم ، وبلغ معاوية أن ابنه يزيد لما بلغه خبرهم وهو على شرابه مع ندمائه قال :
أهونْ علي بما لاقت جموعهم * يوم الطوانة من حمى ومن موُم إذا اتكأت على الأنماط مرتفقاً * بدير مران عندي أم كلثوم فحلف عليه ليغزون وأردف به سفيان ، فسميت هذه الغزاة غزاة الرادفة ، وبلغ الناس فيها إلى القسطنطينية ، وفيها مات أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودفن هناك على باب القسطنطينية ؛ وحكي أنه خرج في الصائفة فمرض فأتاه يزيد بن معاوية فقال له : هل لك من حاجة ؟ فقال : ما ازددت عنك وعن أبيك بعد إلا غنىً ، إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو في غير ما يشق على أحد من المسلمين ، فلما قبض أبو أيوب رضي الله عنه قبر مع سور القسطنطينية ، فلما أصبحوا أشرف عليهم الروم فقالوا : يا معشر العرب ، قد كان لكم الليلة شأن ، فقالوا : مات رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ووالله لئن نبش لا ضرب ناقوس في أرض العرب . فكان الروم يتعاهدون قبره ويرقبونه ويستسقون به إذا قحطوا .
طولقة : من بلاد الجريد بجوفيّ بنطيوس ، وهي ثلاث مدن

400

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست