responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 358


فهل لك في أن نشرب فيها من وقتنا ونخفف بها الهم عن قلوبنا . فقلت : من أعظم الميل ، والمكان في غاية الحسن ، فعلى اسم الله فاشرب ، فشرب رطلاً وسقاني مثله ، ثم قال : ما ترى في الغناء على ما نحن فيه ؟ قلت : ما نستغني عنه ، فدعا بجارية متقدمة يقال لها ضعفاء ، فتطيرت من اسمها ، فحضرت فقال : غني ، فغنت بشعر النابغة الجعدي :
كليب لعمري كان أكثر ناصراً * وأيسر جرماً منك ضرج بالدم فنظر إلي واشتد عليه وعلي ، إلا أني لم أره ذلك ، فقال لها : غني غير هذا ، فغنت :
أبكى فراقهم عيني وأرقها * إن التفرق للأحباب بكاء ما زال يعدو عليهم صرف دهرهم * حتى تفانوا وصرف الدهر عداء فصاح عليها : لعنك الله ، أما تعرفين من الغناء غير هذا ؟ فقالت : ما تغنيت إلا ما عهدتك تحبه ، ثم غنت :
أما ورب السكون والحرك * إن المنايا كثيرة الشرك ما اختلف الليل والنهار ولا * دارت نجوم السماء في فلك إلا بنقل السلطان من ملك * قد انقضى ملكه إلى ملك وملك ذي العرش دائم أبداً * ليس بفان ولا بمشترك فصاح بها : قومي ، غضب الله عليك ولعنك ، فقامت مذعورة وعثرت بقدح بلور حسن الصنعة جداً كان يختصه ويسميه : رب رباح ، كان موضوعاً إلى ناحيته ، فكسرته ، فزاد عليه الأمر وقال : أما ترى يا عم ما قد منيت به الليلة ؟ ما أرى السرور إلا قد قوض والأمر قد اقترب ، فقلت : إنما هو اتفاق وقع ، والله يطيل عمرك ويكبت عدوك ، فسمعنا قائلاً يقول من الشط : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ، فوثب عن المجلس وقال : أما سمعت يا إبراهيم ؟ فقلت : ما سعت شيئاً ، وقد كنت سمعت ، فقال : ما بعد الفأل دليل ، فما عدت إلى المجالسة بعد ذلك ، وقتل محمد بعد أيام .
صطفورة : بإفريقية ، وهو عمل بنزرت .
فم الصلح : بكسر الصاد ، نهر ميسان من أعمال واسط ، وفي " مختصر العين " الصلح : نهر ميسان .
قالوا : والصلح منزل القرن المبارك ، والمبارك هو نهر خالد بن عبد الله القسري ، وهو الذي أعرس بفمه المأمون إذ بنى على بوران بنت الحسن بن سهل وزيره ، وهو من أرض السواد ، ووصل الحسن بن سهل أباها بعشرة آلاف ألف درهم وأقطعه الصلح ، فلما أن انصرف خرج مشيعاً ، فقال له : يا أبا محمد سل حاجتك ، فقال له : أسألك يا أمير المؤمنين أن تحفظ لي من قلبك ما لا أستطيع حفظه إلا بك ، فتبسم المأمون ثم قال : شهدت جعفر بن يحيى وقد ودع الرشيد فقال : سل حاجتك يا أبا الفضل ، فقال : تجعل بيني وبينك بيت كثير حيث يقول :
وكوني على الواشين لداء شغبة * كما أنا للواشي ألد شغوب وهذه الحاجة ما قدر أن تقضى . وكان المأمون خرج إلى البناء ببوران فعسكر بفم الصلح ، فدخل بها في عقب رمضان ، واسمها خديجة ، وعاد إلى بغداد لست مضين من شوال ، وكانت نفقة الحسن عليها عظيمة جداً ، قال الحسن بن رجاء : كنا نجري على الملاحين مدة الأيام التي كان المأمون مقيماً فيها بفم الصلح ، فكانوا ستة وثلاثين ألف ملاح ، ولقد عز الحطب يوماً على عظم مقدار ما استعد منه مما أعد حولاً كريتاً فجعلنا نوقد تحت القدور

358

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست