للأمر ولده يعقوب المنصور ، فقفل بالناس إلى إشبيلية فبويع بها ورجع إلى مراكش . شنتجالة : في طرف كورة تدمير بالأندلس مما يلي الجوف ، ويقال لها أيضاً : جنجالة ، وإليها ينسب الوطاء الجنجالي لعمله بها . شنترة : من مدائن الأشبونة بالأندلس ، على مقربة من البحر ، ويغشاها ضباب دائم لا ينقطع ، وهي صحيحة الهواء تطول أعمار أهلها ، ولها حصنان في غاية المنعة ، وبينها وبين البحر قدر ميل ، وهناك نهر ماؤه يصب في البحر ومنه شرب جناتهم ، وهي أكثر البلاد تفاحاً ويجل عندهم حتى يبلغ دورها أربعة أشبار ، وكذلك الكمثرى ، وبجبل شنترة ينبت البنفسج بطبعه ويخرج من شنترة عنبر جيد ، ويخرج أيضاً في شذونة من بلاد الأندلس . شندان : مدينة من بلاد السند بينها وبين البحر ميل ونصف ، وهي مدينة متحضرة الأهل أهلها تجار مياسير متجولون ، والمسافر إليها كثير والخارج عنها كثير . شبوة : مدينة في أول مدائن حضرموت ، يباع فيها حمل بدرهم . شنتمرية : مدينة في الأندلس من مدن اكشونبة . وهي أول الحصون التي تعد لبنبلونة ، وهي أتقن حصون بنبلونة بنياناً وأعلاها سموكاً ، مبتناة على نهر أرغون على مسافة ثلاثة أميال منه . وبناحية شنتمرية أعجوبة عاينها كل من دخل تلك الناحية من المسلمين ، وذلك عين تنفجر بماء كثير يبصر ذلك الناس عياناً ، فإذا قربوا منها ووقفوا عليها انقطع جريانها فلا تبض بقطرة ، فإذا تباعد الناس عنها عادت إلى حالها ، وهذا مستفيض لا يجهله أحد ممن صاقب تلك الناحية . وشنتمرية على معظم البحر الأعظم ، سورها يصعد ماء البحر فيه إذا كان فيه المد ، وهي مدينة متوسطة القدر حسنة الترتيب بها مسجد جامع ومنبر وجماعة ، وبها المراكب واردة وصادرة ، وهي كثيرة الأعناب والتين ، وبينها وبين شلب ثمانية وعشرون ميلاً . وإليها ينسب الأستاذ أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمري الأعلم ذو التصانيف المشهورة . وهي مدينة أولية ، وبها دار صناعة الأساطيل وبإزائها جزائر في البحر تنبت شجر الصنوبر ، ومن الغرائب ما ظهر بشنتمرية هذه في عشر الستين والخمسمائة ، وذلك صبي يتواصف المحققون ممن عاين أمره أن سنه خمسة أعوام أو نحوها بلغ مبلغ الرجال وأشعر ، وهذا مستفيض عندهم . شنت ماركو : قلعة بصقلية عظيمة ذات آثار قديمة وعمارتها كثيرة ، وبها أسواق وحمام وجمل من الفواكه والثمار ، ولها بادية ومزارع واسعة ومياه ناشعة ، وينبت بها من جميع جهاتها البنفسج الذكي الرائحة العطر ، وساحلها حسن تنشأ به المراكب من خشب جبالها . شنت زلايه : مدينة أو قرية بالأندلس على طريق قلشانة وهي عن يمين الطريق ، وناقوسها ملقى في الأرض لا حارس له ولا رقبة عليه ، ويزعم أهلها أنه معقود ممنوع من جميع الناس وأن من أخذه لا يمكنه الخروج به من القرية وإن خصيتي من أخذه تنتفخ ويشتد وجعها حتى يصرفه إلى موضعه ، هذا عندهم صحيح لا يشكون فيه .