رأيت على ركن من أركانها مكتوباً بحمرة : حضر فلان بن فلان وهو يقول : من إقبال ذي الفطنة إذا ركبته المحنة انقطاع الحياة وحضور الوفاة ، وأشد العذاب تطاول الأعمار في حال الإدبار وأنا القائل : ولي همة أدنى منازلها السهى * ونفس تعالى في المكارم والبها وقد كنت ذا حال بمرو قوية * فبلغت الآمال في بيعة الرها ولو كنت معروفاً بها لم أقم حياً * ولكنني أصبحت ذا غربة بها ومن عادة الأيام إبعاد مصطفى * وتفريق مجموع وتبغيض مشتهى رهاط : بضم أوله ، قرية جامعة على ثلاثة أميال من مكة بها كان سواع ، صنم لهذيل ، وقال أبو صخر : فماذا ترجي بعد آل محرق * عفا منهم وادي رهاط إلى رحب روذبار : هو اسم لساحل جيحون كله . روذان : بلدة حسنة من كور الجبل ، وهي إقليم حسن وناحية شريفة ، ومنها إلى نهاوند عشرون ميلاً ، وبينها وبين همذان ثلاثة فراسخ ، ويعمل بها الزعفران ، فهي تعرف ببلد الزعفران . روذة : بضم أوله وبالذال المعجمة ، موضع من قرى نهاوند ، قالوا : خرج عمرو بن معدي كرب الزبيدي في جماعة من بني مذحج زمان عثمان رضي الله عنه يريد الري ودستبي ، فنزلوا خاناً من تلك الخانات ، وكان عمرو إذا أراد الحاجة لم يستعجل عنها ، فأمعن عمرو في حاجته وأبطأ ، وأرادوا الرحيل ، وكره كل منهم أن يدعوه وذلك من إعظامهم إياه حتى طال عليهم ، فجعلوا يقولون : أي أبا ثور ، أي أبا ثور ، وجعلوا يسمعون علزاً ونفساً شديداً ، قال : فخرج عليهم محمرة عيناه مائل الشق والوجه مفلوجاً ، وإذا الشيطان قد ساوره ، فسار معهم محمولاً مرحلة أو دونها فمات فدفن بروذة ، وقالت امرأته ترثيه : لقد غادر الركب الذين تحملوا * بروذة شخصاً لا ضعيفاً ولا غمرا وروي أيضاً أنه شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن وقاتل يومئذ فأثبتته الجراحات ، فحمل فمات بروذة من قرى نهاوند ، وقال ابن دريد : مات عمرو بن معدي كرب على فراشه من حية لسعته . رومة : بضم أوله ، بئر رومة بالمدينة ، وكانت ليهودي يبيع المسلمين ماءها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين وله بها مشرب في الجنة " ؟ فاشتراها عثمان رضي الله عنه بعشرين ألفاً . ومن بئر رومة كانت تحمل المرأة الزريقية الماء إلى تبع في القرب فأثابها ، فلذلك صار ولدها أكثر بني زريق مالاً . ورومة أيضاً مدينة عظيمة للنصارى هي ركن من أركانهم وكرسي من كراسيهم ، وبأنطاكية كرسي ، وبالإسكندرية أيضاً كرسي ، وببيت المقدس كرسي لكنه محدث لم يكن في أيام الحواريين واتخذ بعدهم ليعظم بيت المقدس . ويذكر أن محيطها تسعة أميال ولها سوران من الحجر ، وعرض السور الداخل اثنا عشر شبراً وسمكه اثنان وسبعون ذراعاً . وكانت رومة دار مملكة الروم ، ونزلها من ملوكهم تسعة وعشرون ملكاً ثم نزل بعمورية منهم ملكان ، ثم انتقلت مملكتهم إلى رومة فنزلها ملكان ثم ملك بها قسطنطين الأكبر فانتقل إلى القسطنطينية .