responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 270


وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له أرض عظاما لقد أمسى بمورق شعب رضوى * تراجعه الملائكة السلاما وإن له لرزقاً من طعام * وأشربة يعل بها الطعاما الرقة : مدينة بالعراق مما يلي الجزيرة ، وكل أرض إلى جانب واد ينبسط عليها الماء عند المد فهي رقة ، وبه سميت المدينة .
والرقة واسطة بلاد مضر ، ومن مدنها الرها وسروج وشمشاط ورأس العين وغيرها ، والرقة على شارعة الفرات في الشمال منه ، وعليها سوران ، وهي في فحص يبعد عن الجبال على مسافة أكثر من يومين ، وفي شرقيها جبلان يسميان المنخرين .
وفتح الرقة عياض بن غنم سنة ثمان عشرة ، فإنه لما مات أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف عياضاً فورد عليه كتاب عمر رضي الله عنه بتوليه حمص وقنسرين والجزيرة فصار إليها في خمسة آلاف ، على مقدمته ميسرة بن مسروق العبسي ، وعلى ميمنته سعيد بن عامر الجمحي ، وعلى ميسرته صفوان بن المعطل السلمي ، ويقال إن خالد بن الوليد رضي الله عنه كان على ميسرته ، ويقال أيضاً إن خالداً رضي الله عنه لم يسر تحت لواء أحد بعد أبي عبيدة رضي الله عنه ولزم حمص حتى توفي سنة إحدى وعشرين . فانتهت طليعة لعياض إلى الرقة فأغاروا على حاضر كان حولها للعرب وعلى قوم من الفلاحين فأصابوا مغنماً ، وهرب من نجا من أولئك فدخلوا مدينة الرقة ، وأقبل عياض في عسكره حتى نزل ببابها المعروف بباب الرها في تعبئته ، ثم تأخر عنها لئلا تبلغه حجارتهم وسهامهم وركب فطاف حول المدينة ووضع على أبوابها روابط ، ثم رجع إلى عسكره وبث السرايا فآبت بالأسرى من القرى بالأطعمة الكثيرة ، فلما مضت خمسة أيام أو ستة وهم على ذلك أرسل بطريق المدينة إلى عياض يطلب الأمان وقال : الأرض لنا قد وطئناها وأحرزناها ، فصالحه عياض على أن أمن جميع أهلها على أنفسهم وذراريهم وأموالهم ومدينتهم فأقرها في أيديهم على الخراج ، ووضع الجزية على رقابهم وألزم كل رجل منهم ديناراً في كل سنة وقمحاً وشيئاً من زيت وخل وعسل ، ويقال إن عمر رضي الله عنه كتب إليه فألزم كل امرئ منهم أربعة دنانير كما ألزم أهل الذهب ، وفتحوا أبواب المدينة وأقاموا للمسلمين سوقاً وكتب لهم عياض كتاباً .
وكان أبو جعفر المنصور شخص إلى بيت المقدس فصلى فيه ثم انثنى إلى الرقة فأتى فيها منصور بن جعونة فقتله ، وسبب ذلك أن المنصور قال فيما يقول : إن الله تعالى قد رفع الطاعون عن الشام ببركتنا ويمن ولايتنا ، فقال له : ما كان الله ليجمعكم والطاعون في بلد .
وبالرقة قتل أنس بن أبي شيخ وصلب ، وكان أحد البلغاء وكان انقطاعه إلى جعفر بن يحيى ، وكان يرمى بالزندقة ، وحضر عرساً لجعفر فجعل أنس يذكر أهل بيت رسول الله ونسلهم حتى ذكر فاطمة بنت رسول الله بسوء ، والبيت غاص بوجوه الناس ، قال معاوية بن بكير : فقمت إليه فقلت : يا ابن الزانية ، وأخذت بحلقه ورميت به تحتي وأقبلت أخنقه وهو يصيح : قتلني وأيم الله ، لو كان معي سيفي لقتلته ، قال : فخليت عنه ، فبلغ الخبر الرشيد ، فلما خرج الرشيد إلى الرقة نظر إلي يوماً فقال : يا معاوية ، قلت : لبيك يا سيدي ، ثم التفت فقال : يا سندي علي بأنس بن أبي شيخ ، وذكر ما كان بيني وبينه ، فأحضر ودعاني فأمرني فضربت عنقه وصلبه ، وكان الرشيد لما انصرف عن الري اجتاز ببغداد فطواها ولم ينزلها وجعلها طريقه إلى الرقة فأمر بإحراق جثة جعفر بن يحيى عند اجتيازه بها ، وبالرقة توفي يحيى بن خالد في حبسه بها سنة تسع وثمانين ومائة وصلى عليه ابنه الفضل قبل خروجه . وفيها مات عبد الملك بن صالح بن علي فدفن بقصر الرشيد بالرقة وكان من أفصح بني هاشم في أيامه ، ويقال إن الرشيد لما دخل منبج قال : لمن هذا ؟ يعني بستاناً وقصراً أعجباه ، فقال : هو لك ولي بك ، قال :

270

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست