responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 47


ويقول البروفسور ا . ي . ماندير :
ان الحقائق التي نتعرفها مباشرة تسمى الحقائق المحسوسة Percieved Facts بيد ان الحقائق التي توصلنا إلى معرفتها لا تنحصر في الحقائق المحسوسة ، فهناك حقائق أخرى كثيرة لم نتعرف عليها مباشرة ، ولكننا عثرنا عليها على كل حال ، ووسيلتنا في هذه السبيل هي الاستنباط ، فهذا النوع من الحقائق هو ما نسميه بالحقائق المستنبطة Inferred Facts والاهم هنا ان نفهم انه لا فرق بين الحقيقتين ، وانما الفرق هو في التسمية ، . من حيث تعرفنا على الأولى مباشرة ، وعلى الثانية بالواسطة ، والحقيقة دائما هي الحقيقة ، سواء عرفناها بالملاحظة أو بالاستنباط [1] ويضيف ماندير قائلا :
ان حقائق الكون لا تدرك الحواس منها غير القليل ، فكيف يمكن ان نعرف شيئا عن الكثير الآخر ؟ . . هناك وسيلة وهي الاستنباط أو التعليل ، وكلاهما طريق فكري ، نبتدئ به بوساطة حقائق معلومة ، حتى ننتهي بنظرية : ان الشيء الفلاني يوجد هنا ولم نشاهده مطلقا [2] وهنا نتسأل : كيف يصح الاستنباط المنطقي لأشياء لم نشاهدها قط ؟ وكيف يمكن ان نسمي هذا الاستنباط بناء على طلب العقل : حقيقة علمية ؟ ويجيب ماندير بنفسه عن هذا السؤال :
ان المنهج التعليلي صحيح ، لأن الكون نفسه عقلي .
فالكون كله مرتبط بعضه بالآخر ، حقائقه متطابقة ، ونظامه عجيب ، ولهذا فان اية دراسة للكون لا تسفر عن ترابط حقائقه وتوازنها هي دراسة باطلة . ويقول ماندير في هذا الصدد :
ان الوقائع المحسوسة هي اجزاء من حقائق الكون ، غير أن هذه الحقائق التي ندركها بالحواس قد تكون جزئية وغير مرتبطة بالأخرى . فلو طالعناهما فذة مجردة عن أخواتها فقدت معناها مطلقا . فاما إذا درسناها في ضوء الحقائق الكثيرة مما علمناه مباشرة أو بلا مباشرة ، فإننا سندرك حقيقتها .
ثم يأتي بمثال سليم يفسر ذلك فيقول :
اننا نرى ان الطير عندما يموت يقع على الأرض ، ونعرف ان رفع الحجر على الظهر أصعب ، ويتطلب جهدا ، ونلاحظ ان القمر يدور في الفلك ، ونعلم ان الصعود



[1] A . E . Mander , Clearer Thinking , London , p . 46 .
[2] المرجع السابق ، ص 49 .

47

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست