نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 40
ان قضية العصر الحاضر لا تعدو ان تكون سفسطة علمية Scientific Sophism ذلك أن علماء هذا العصر يعالجون قضاياهم في ضوء العلم الحديث ، غير أن هذه المعالجة لا تجدي نفعا ، لأنها قائمة على العلم المحض و حسب ، على حين لا بد من اعتبار أشياء أخرى ، ومثال ذلك : ان نشرع في دراسة علمية لأشياء علمية ناقصة ، فسوف تؤدي هذه المطالعة العلمية إلى نتائج غير علمية ، ، ناقصة ، باطلة . . لقد عقد في دلهي في يناير 1964 مؤتمر دولي للمستشرقين ، اشترك فيه الف ومائتان من العلماء من جميع انحاء العالم . وقدم أحدهم في هذا المؤتمر بحثا يدعي فيه مآثر كثيرة لمسلمي الهند ليست من عمل المسلمين ، وانما هي من عمل الملوك الهندوس . وضرب لذلك مثلا بمنارة قطب في دلهي المنسوبة إلى الملك قطب الدين ايبك ، على حين بناها الملك الهندوسي سامودرا جوبت قبل 23 قرنا ، . وقد أخطأ المؤرخون المسلمون فنسبوها إلى الملك قطب الدين . ويستدل هذا البحث بان في المنارة المذكورة بعض أحجار قديمة نحتت قبل عصر الملك قطب الدين . وهذا كما يبدو استدلال علمي . إذ أن بعض أحجار المنارة فعلا من الصنف الذي ذكره العالم ، ولكن هل يكفي مشاهدة بعض أحجار المنارة للبت في امر بانيها ؟ أو انه لا بد من نواح أخرى كثيرة لنشاهدها في هذا الصدد . ومن هنا فان هذا التفسير لا يصدق على منارة قطب ككل . هذا تفسير . وهناك تفسير آخر ، هو ان هذه الأحجار القديمة التي يوجد بعضها في المنارة . انما جاءت من أنقاض أبنية قديمة ، كما هو معروف في كثير من الأبنية التاريخية الحجرية . ولا مناص من أن نقبل هذا التفسير الثاني حين نشاهد منارة قطب الدين في ضوء طابعها المعماري ورسومها وتصميمها . ، والمسجد الناقص بجوارها ، والمنارة الثانية التي لم تكمل . ، ثم ننتهي إلى أن التفسير الأول ليس إلا قياسا خاطئا قائما على المغالطات . * * * وهذا هو امر قضية المعارضين ، فإنهم نظروا إلى حقائق ناقصة وجزئية ، لا يتصل بعضها بالموضوع مطلقا ، واعتقدوا ان الدراسة العلمية الحديثة قد أبطلت الدين ، على حين اننا لو نظرنا إلى الواقع جملة وتفصيلا فسوف نصل إلى نتيجة تختلف عن الأولى كل الاختلاف . والدليل الذي يقنعني بصدق الدين هو ان عقولا مثالية منا بعد أن تركت الدين قد اخذت تهذي بكلمات لا حقائق وراءها ، وتعمه في تيه الظلام ، ذلك أن الانسان بعد أن يفقد أساس ( الدين ) لا يجد أساسا آخر لأفكاره . والأسماء التي تأتي في قوائم المعارضين أكثرها من عقولنا الكبيرة ، ولكنهم بعد أن تخلوا عن الدين راحوا يكتبون ضروبا من اللغو غاية في الاهمال والتمزق ، حتى انني أتحير أحيانا - فلا افهم كيف صدرت هذه الكلمات عن قلم رجل من العلماء ؟ . . وان السجل الذي أنتجه هؤلاء ليشتمل على خرافات وآراء
40
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 40