نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 35
ولنتخيل ان رهطا من سكان بعض النجوم هبط الأرض . ، وهم يسمعون ، ولكنهم لا يقدرون على الكلام ، ولنتصور انهم يذهبون فيبحثون عن الأسباب المؤدية إلى تكلم الانسان ، وبينما هم في طريقهم إلى هذا البحث هبت الرياح ، واحتك غصنان ، أحدهما مع الآخر . ، فنتج صوت ، وتكررت العملية غير مرة حتى توقفت الرياح ، وإذا بهم يعلن كبيرهم : لقد عرفنا سر كلام الانسان ، وهو ان فمه يحتوي على فكين من الأسنان ، فإذا احتك الفك الأعلى بالأسفل صوت ! ولا شك انه إذا احتك شئ بالآخر يحدث صوتا ، ولكن هذا الواقع لا يكشف عن سر الكلام الانساني ، كما لا يصح تفسير اسرار النبوة بكلام غريب كهذيان رجل الشارع ، في حال الجنون أو الهستيريا . ( ب ) واللا شعور الانساني من الوجهة العلمية فراغ في اصله ، لا شئ فيه قبل مولد الانسان ، وانما يستقر فيه عن طريق الشعور ما يشغله الآن ، لان ( اللا شعور ) ليس سوى مخزن للمعلومات والمشاهدات التي شاهدها الانسان في حياته ، ولو مرة ، ومن المستحيل ان يختزن حقائق لم يعلمها من قبل . والذي يثير الدهشة ان الدين الذي جاء على لسان الأنبياء يشتمل على حقائق أبدية لم تخطر على بال أحد من الناس في أي زمان ، فلو كان اللاشعور هو مخزن هذه المعلومات ، فمن أين يأتي بها هؤلاء الذين يتكلمون عن أشياء لا طريق لهم إلى العلم بها ؟ ان الدين الذي جاء به الأنبياء يتصل من ناحية أو أخرى بجميع العلوم المعاصرة الطبيعة ، والفلك ، وعلم الحياة ، وعلم الانسان ، وعلم النفس ، والتاريخ والحضارة والسياسة والاجتماع وغيرها من العلوم ، وكل حديث في التاريخ الانساني مصدره ( الشعور ) ، فضلا عن اللا شعور ، لا يخلو من الأغلاط والأكاذيب والأدلة الباطلة . اما الكلام النبوي فإنه بريء ولا شك من كل هذه العيوب . ، رغم اتصاله بجميع العلوم ، ولقد مرت قرون اثر قرون ، أبطل فيها الآخرون ما ادعاه الأولون ، وما زال صدق كلام النبوة باقيا على الزمان ، ولم يستطيع أحد ان يدل على باطل جاء به ، وكل من حاول ذلك أخفق . وإليكم مثالا من هذا القبيل اعتمد عليه فلكي كبير ، حتى ادعى انه كشف غلطة علمية في القرآن الكريم . يقول ( جيمز هنري بريستد ) : لقد راج التقويم القمري في الدنيا لكثرة تداوله في غرب آسيا ، ولغلبة الاسلام سياسيا بوجه خاص ولقد مضى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بالاختلاف بين التقويم القمري والشمسي إلى أقصى حد من العبث يمكن تصوره ، حتى أنه أبطل إضافة الشهور الكبيسة
35
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 35