نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 17
التشريع ، وعناصره الأساسية ، وتحديد الدين لمفهوم الجريمة ، وعلاقة القانون بالأخلاق ، وبالفرد ، وبالعدل . ولا يفوته ان يتحدث عن بعض مشكلات الحضارة الحديثة ، كمشكلة المراة ، والتمدن ، والملكية ، مقارنا في كل ذلك نظام الاسلام بنظامي الحكم المعاصرين : الرأسمالية والشيوعية . ويأتي أخيرا حديثه عن مستقبل هذا العالم الاسلامي ، وما ينشده أبناؤه من أهداف سامية ، وما ينبغي ان يكون لهم من رسالة في هذا العالم الحائر ، بين مذاهب الالحاد الواهية المتهاوية ، ودين الفطرة الذي جعله الله ختام الأديان ، وجعل نبيه خاتم المرسلين ، مبينا كيف أدى الالحاد في المجتمعات الأوربية إلى التحلل ، والتمزق الأسري ، وتكون طبقات من المجرمين والشواذ ، وانتشار أعصى الأمراض النفسية والعصبية ، جراء الحرمان من الايمان بالله ، خالقنا ومالكنا ، ويختار لختام كتابه كلمة قبسها عن الأستاذ كريسي موريسون ، إذ قال : إن الاحتشام ، والاحترام ، والسخاء ، وعظمة الاخلاق ، والقيم والمشاعر السامية ، وكل ما يمكن اعتباره نفحات إلهية لا يمكن الحصول عليها من طريق الالحاد ، فالالحاد نوع من الأنانية حيث يجلس ( الانسان ) على كرسي ( الله ) . ( لسوف تقضي هذه الحضارة بدون العقيدة والدين ) . ( سوف يتحول النظام إلى فوضى ) . ( سوف ينعدم التوازن وضبط النفس والتمسك ) . ( سوف يتفشى الشر في كل مكان ) . ( انها لحاجة ملحة ان نقوي من صلتنا وعلاقتنا بالله ) . فهذا هو منهج الكتاب في ايجاز شديد ، وهو منهج يشدني إلى ملاحظة هامة أحب ان أضعها بين يدي القارئ . ذلك أن خطوات هذا المنهج ، بنفس الترتيب تكاد تكون طبق الأصل من كتاب أخرجته من قبل مترجما عن الفرنسية ، هو كتاب ( الظاهرة القرآنية ) ، للمفكر الجزائري مالك بن نبي ، وهي ملاحظة غريبة في المنهج ، لا تنصرف إلى مادة الكتابين ، لان المؤلفين مختلفان في عقليتهما ، وثقافتهما ، وطريقة معالجتهما لهذه القضايا الدقيقة ، حتى اني أكاد اقطع بان المحاولتين من حيث المصادر والمادة والأسلوب متباعدتان تماما ، إحداهما عن الأخرى ، بعد ما بين الجزائر والهند ، ولم يحدث ان التقى الرجلان في صعيد واحد ، فيما اعلم . وتفسير هذا التوافق ينحصر في توارد الأفكار على مشكلة واحدة . بيد ان ذلك لا يمنعني من أن أقر ان كلا الكتابين صادر عن نفس الإحساس بضرورة
17
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 17