نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 16
على مسرح الاحداث ، مبدأ الدين ، ومبدأ الالحاد ، وكان هو من معسكر الدين وجب عليه ان يدلف إلى هدفه من خلال دعاوى الخصوم ، حتى لا يتهم بتجاهلها ، فعرض فكرة معارضي الدين وبين أسسها البيولوجية والنفسية والتاريخية . ومعنى ذلك أنه يعوض جوهر فلسفات ثلاثة : الدارونية والفرويدية والماركسية وهي المبادئ التي قادت في مجموعها قطعانا من البشر في وادي الالحاد ، وانكار وجود الله ، وتاليه المادة . فإذا بدا بمناقشة هذه المبادئ سلك نفس السبيل التي سلكتها . فاستقى أدلته من الطبيعة ، ومن البحوث النفسية ، والتاريخية . وإذا كان أعظم قضايا الدين . بعد الايمان بالله ، الايمان باليوم الآخر ، حقيقة غيبية ، لا مراء فيها ، وكانت أهم دعاوى الالحاد قائمة على انكار هذا اللقاء مع الخالق فان اثبات امكان الآخرة ، بالأدلة الطبيعية ، والبيولوجية والتاريخية هو أيضا من الأدلة القاطعة بصحة الدين ، وبوجود الله ، ومن ثم نجده متألقا في تبيان الحاجة إلى الآخرة نفسيا ، وأخلاقيا ، وسلوكيا ، حتى إذا استقر في وعي القارئ ضرورة الآخرة كان ذلك طريقا إلى اقرار ضرورة الايمان بالله من جانب آخر . فالآخرة إذن قضية وبرهان في آن . والمؤلف لا يكتفي في هذا الباب بدليل واحد ، بل هو يقدم بحوثا قيمة في ضرورة الآخرة من الناحية الكونية ، ويسوق شهادات تجريبية ، وبحوثا نفسية وروحية ، تؤكد هذه الضرورة ، كيما يزيد القارئ ثروة في المفاهيم ، ويفسح له آفاق الاقتناع . ويأتي بعد ذلك دور الرسالة ، وهي الدليل التاريخي على الحقيقتين السالفتين ، لان الرسل هم الذين دلوا عليهما ، قبل أن يخطو الانسان هذه الخطوات الجبارة في ميدان العلم والتجربة . ومن الضروري ان نلفت النظر هنا إلى أن المؤلف لا يعني بكلمة ( الدين ) الا ما عناه الحق سبحانه بها في قوله : ( ان الدين عند الله الاسلام ) [1] ، فإذا تناول قضية الرسالة فمقصده قطعا رسالة الاسلام ، وكتابها المعجز : القرآن . ويعقد في هذا الباب عدة فصول يتحدث فيها عن اعجاز القرآن التاريخي ، والعلمي ، ويورد لمحات كثيرة عن تنبؤات القرآن ، وما تضمنته آياته من حقائق لم يكشف عنها الا في العصر الحديث ، في الفلك ، وطبقات الأرض وغيرهما . فإذا انتهى من اثبات هده الصفة العلوية للقرآن ، وأكد به الحقيقة الأولى ، وهي وجود الله ، ، عقد بابا خاصا بعلاقة الدين بمشكلات الحضارة ، فتناول في جانب منه مشكلات