نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 254
ومر بأرض البربر فأخذ كثيرا منها ، ووجه قائدا يقال له مريطس ، فركب في سفن كثيرة ، وأخذ سواحل البحر فقتل بعض البربر ، ودخل أرضهم وصالحه بعضهم ، وحملوا إليه الأموال . ومضى الملك إلى إفريقية وقرطاجنة ، فصالحوه على ألطاف وأموال كثيرة حملوها إليه . ومر حتى بلغ مصب البحر الأخضر إلى بحر الروم ، وعمل هناك صنما من نحاس وهو الموضع الذي فيه الأصنام القديمة ، وأقام تحته علما عظيما زبر عليه اسمه وتاريخ الوقت ، وصفة الامر الذي خرج إليه ، وضرب على أهل تلك النواحي خراجا . وعبر إلى الأرض الكبيرة وسار إلى الإفرنجة وسار إلى الأندلس ، وصاحبها عند ذلك اللاذريق ، فحاربه أياما ، وقتل من أصحابه خلقا كثيرا . وصالحوه بعد ذلك على ذهب كثير في كل سنة يحمل إليه ، وعلى أن لا يغزو أحدا في البحر ولا في البر شيئا من حدوده ، من جميع من في تلك النواحي ، وعلى أن يمنع من رام شيئا منهم من ذلك ويغالبهم عنه . وانصرف راجعا عنه ، فسار على عبر البحر مشرقا على بلاد البربر . فلم يمر بموضع إلا خرج إليه أهله وأهدوه ودخلوا في طاعته ، ومشوا بين يديه . وأخذ إلى ناحية الجنوب ، فمر بناحية الكوفاس [1] وهي أمة عظيمة فحاربوه فقتل منهم خلقا كثيرا . وبعث قائدا له إلى مدينة على ساحل البحر المظلم ، فخرج إليه ملك المدينة وأهلها يسألونه ما هو وما قصده ؟ فعرفهم القائد بحال الملك الريان وإذعان الملوك له ومصالحتهم إياه . فقالوا له أما نحن فما بلغنا أحد قط ولا رأيناه ولا ضرنا أحد ولا ضاررناه . وأخرجوا إليه مالا وجوهرا . وصالحوه على