نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 247
روائح منتنة ، هلك بها كثير من أصحابه فأسرع بالنزول بعد أن كاد يهلك . وذكر قوم أنه لم ير هناك شمسا ولا قمرا إلا نورا أحمر كنور الشمس عند غروبها وقالوا إنه أقام في غيبته مدة عشرين سنة . وان عونا علامة تجبر بمصر بعد سبع سنين من مسيره ، وادعى انه الملك ، وادعى انه لم يكن عبد الوليد ، وانه أخوه وله الملك من بعده وريب على الناس ، واستعان بالسحرة عليهم وأسنى جوائز السحرة والكهنة ، ولم يمنعهم محابهم ، فمال إليه الناس ووثقوا بأمره ولم يترك امرأة من بنات ملوك مصر إلا نكحها ، ولا مالا إلا أخذه وقتل صاحبه . وكان مع ذلك يكرم الهياكل والكهنة ، فكان الناس يمسكون عنه اشفاقا منهم من السحرة الذين أطافوا به إلى أن رأي في منامه الوليد ، وكان يقول له من أمرك أن تتسمى باسم الملك ؟ وقد علمت أنه من فعل استحق القتل ، ونكحت إلى ذلك بنات الملوك ، وأخذت الأموال بغير واجب ، وكأنه أمر بقدور فملئت زفتا ثم غليت على النار وأحميت ، وكأنه يغمسه فيها فلما غليت أمر بنزع ثيابه ، فأتى طائر في صورة عقاب فاختطفه من أيديهم وعلق به في الجو ، فجعله في هوة على رأس جبل ، وكأنه سقط من رأس الجبل إلى واد فيه حمأة منتنة . فانتبه مذعورا طائر القلب ، وكان في طول فعله ذلك في تملكه إذا خطرت بقلبه من ذكر الوليد خطرة يكاد عقله أن يزول فرقا منه ، لما يعلمه من فظاظته وبطشه وقوته . وكاد مرة يوقن بهلاكه لطول غيبته وانقطاع خبره ، وكان مرة يخاف أنه حي . فلما رأى الرؤيا لم يشك في حياة الوليد ، فأضمر في نفسه الهرب من مصر في الأموال ، فأطلع بعض السحرة ممن كان يثق به على أموره .
247
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 247