نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 246
فرجع حايد حتى انتهى إلى الدابة فركبها ، فلما أهوت الشمس للغروب قذفت به في الموضع الذي ركبها فيه ، فأقبل حتى انتهى إلى عمران فوجده قد مات . فأقام على قبره ثلاثا ، فأقبل شيخ متشبه بالناس أغر من السجود ، فبكى على عمران ثم أقبل إلى حايد فسلم عليه ، ثم قال له يا حايد ما الذي انتهى إليك من علم النيل ؟ فأخبره ، فقال له الرجل هكذا نجده في الكتب . وكان التفاح قد ظهر في تلك الشجرة من أحسن شئ ، فأغراه الشيخ وقال لحايد ألا تأكل منه شيئا ؟ قال معي رزقي قد أعطيته من الجنة ونهيت أن لا أؤثر عليه شيئا من الدنيا ، قال صدقت يا حايد لا ينبغي لشئ من الجنة أن يؤثر عليه شئ من الدنيا ، وهل رأيت في الدنيا مثل هذا التفاح ؟ وإنما هذه الشجرة أخرجها الله من الجنة لعمران ليعيش منها فأنبتها له في هذه الأرض ، وليست من الدنيا وما تركها إلا لك ، ولو وليت لرفعت ، فلم يزل به حتى أخذ منها تفاحة فبعضه عليها عض الملك على يديه ، وقال له أتعرفه ؟ هو الذي أخرج أباك من الجنة ، أما انه لو سلمت بهذا العنقود الذي معك لاكل منه أهل الدنيا فلم ينفد فهو الآن مجهودك ان يبلغك ، فكان مجهوده أن بلغه . فأقبل حايد حتى بلغ مصر فأخبرهم بهذا الخبر ، ومات رحمه الله ، وتم الخبر الذي أثبته وليس من الام ، ورجع الكلام إلى حيث انقطع ] [1] . وقال آخرون تنقسم هذه الأنهار إلى اثنين وسبعين قسما ، حذاء اثنين وسبعين لسانا للأمم المذكورة . وقال آخرون إنما هذه الأنهار من ثلوج تنزل في أيامها ، وتتكاثف هناك فتحملها حرارة الشمس مرة بلطف ومرة بقوة ، فتسيل إلى هذه الأنهار ، فتسقي لما أراد الله جل وتعالى من تدبير خلقه . ونرجع إلى ذكر الوليد لما بلغ جبل القمر رأى جبلا عظيما ، فأعمل الحيلة إلى أن صعد عليه ليرى ما خلفه فأشرف منه على البحر الأسود الزفتي النتن ، ونظر إلى النيل يجري عليه كالأنهار الرقاق ، فأتته من ذلك البحر
[1] إلى هنا ينتهي الكلام الذي زاده الناسخ في النسخة الأصلية .
246
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 246