نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 243
ويذكر أن هذين النهرين يزيدان وينقصان ، فيهما التماسيح وسمك كأمثال سمك النيل ، ويخرج منه نهر عظيم على مقربة من آخر شرقي جبل القمر . وحكي عن الوليد أنه وجد القصر الذي فيه قماقم النحاس الذي عملها هرمس الأول في وقت البودشير الأول بن قفطويم بن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام ، وهي خمس وثمانون صورة جعلها جامعة لمن يخرج من الماء من الجبل ، وبمعاقد وبمصاب مدبرة ، يجري منها إلى تلك الصور ، ويخرج من حلوقها على قياس معلوم وأذرع معدودة معلومة . ثم ينصب في أفواه الصور في أنهار كثيرة ويتصل بالبطيحتين ، ويخرج منها كما قلنا إلى البطيحة الجامعة للماء الذي يخرج من جبل القمر ، وقد هندس في تلك ورتب مقدارا من الماء في كل صورة [ ما ] معه صلاح البلدان التي يمر بها ، وينفع أهلها دون الفساد ، وسطح قبل انتهاء المسطح ثمانية عشر ذراعا بالذراع التي ذرعها مقدار اثنين وثلاثين أصبعا ، فما فضل عن ذلك عدل به عن يمين تلك الصور ويسارها إلى مسارب تخرج عن يمين القصر ويساره ، تنصب إلى غياض ورمال لا عمارة فيها . وقد ذكر قوم من أهل الأثر أن الأنهار الأربعة تخرج من أصل واحد من قبة في ارض الذهب التي من وراء البحر المظلم وهي سيحان وجيحان والنيل والفرات . وذكر بعضهم أنها من الجنة وأن تلك القبلة من زبرجد ، وأن جميع هذه الأنهار قبل أن يسلك إلى البحر المظلم أحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك . وممن جاء بهذا وذكره أبو صالح كاتب الليث وغيره من المحدثين ذكروا أن رجلا من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام يقال له حايد وصل إلى القبة ، وله خبر يطول ذكره . [1] [ هذا الخبر الذي قال المسعودي إنه يطول ذكره أثبته هنا ، وإن لم يكن
[1] هذا الكلام وجد بالأصول وهو فيما يظهر زيادة وتعليق من الناسخ أو الراوي ، وقد وضعناه لذلك بين قوسين .
243
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 243