نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 236
فيها من حجارتها ومعالمها ، ووضع أساس مدينة عظيمة : وبعثت هي إليه مائة الف من الفعلة والخدم فأقام في بنيانها مدة طويلة حتى لفق فيها جميع ما كان معه من المال ، وكلما وضع طول يومه من الحجارة في الأساس خرجت في الليل دواب من البحر فقلعته وأخربته وغيرته فكان في ذلك دهرا فاغتم لذلك غما شديدا وشغله الفكر فيها . وكانت حوريا أنفذت إليه الف لبون من المعز ليشرب لبنها ويستعمله في مطبخه فدفعها إلى راع يثق به ، وكان ذلك الراعي يطوف بها ويرعاها فيما هنالك ، وكان إذا رجع عند المساء خرجت إليه من البحر جارية حسناء فتتوق نفسه إليها فإذا كلمها شرطت عليه أن يصارعها ، فان صرعها كانت له وإن صرعته أخذت من تلك المعز اثنين ، ثم يعود يوما آخر فيحمله حبه لها على الطمع في غلبتها فتصرعه وتأخذ اثنين ، فبطول المدة نقصت المعز نحو نصفها ، وتغيرت الباقيات منها لشغله بحب تلك الجارية عن الاهتمام برعيها ، وتغير الراعي أيضا في جسمه ولونه ، فمر به صاحبه في بعض الأيام ، فوقف عليه . فلما رأى الراعي متغيرا والمعز عجافا فسأله عن ذلك ورأى قلتها ، فسأله عن نقصانها ، فوصف له الراعي الامر على وجهه خوف سطوته ، فقال له أي وقت تخرج ؟ قال قرب المساء ، فلبس هو ثياب الراعي ، وتولى هو بنفسه رعاية المعز يومه إلى المساء . وخرجت الجارية فعارضها ، فشرطت عليه شرطها فأجابها ، فلما تصارعا صرعها وقبض عليها وشد وثاقها ، فقالت له إن كان ولا بد من أخذي فسلمني إلى صاحبي الأول ، فإنه ألطف بي وقد عذبته زمانا طويلا فردها عليه ، وقال له إذا خلوت بها فسلها عن هذا البنيان الذي بنيته فيزال من ليلته من يفعل ذلك ؟ فان كان عندها علم منه فسلها إن كان في دفع ذلك حيلة ومضى وتركه معها . فلما سألها عن ذلك قالت إن في البحر دواب تخرج كل ليلة فتنزع بنيانكم ، قال لها فهل في دفع ذلك من حيلة ؟ قالت نعم : فقال وما هي ؟
236
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 236