responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 233


حوريا ، وكانت عاقلة حكيمة تأخذ على يديه كثيرا وتمنعه من سفك الدماء فلم ينته ، وخافه كل أحد على نفسه فأبغضته ابنته وأبغضه الخاص والعام ز وخافت حوريا زوال ملكهم بسببه فسمته فهلك ، وملك سبعين سنة ، واختلفوا بعد موته في التمليك عليهم ، وقالوا لمن يملك علينا أحد من أهل بيته ، وأرادوا تمليك بعض ولد أبريت ، فقال بعض الوزراء قد علمتم فضل ابنته حوريا وحكمتها وما كانت تنكر على أبيها في أفعاله ، وما صنعت به حتى أراحت الناس منه فأين تذهبون عنها ؟ وتبعه على ذلك أكثر القواد الكبار فتم لها الملك .
وملكت حوريا المملكة ، وجلست على سرير الملك ، ودخل عليها الناس فهنأوها ودعواها ، فأكرمتهم ووعدتهم بالاحسان ، واخذت في جمع الأموال وفي حفظها .
فلم تلبث إلا يسيرا حتى اجتمع عندها من الأموال والحلي والجوهر والثياب ما لم يجتمع لملك قبلها وقدمت الحكماء والكهنة ورؤساء السحرة ، ورفعت أقدارهم .
وأمرت بتجديد الهياكل وإعظامها ، وصار من لم يرضها ولا يرضى بفعلها يشيع خبرها إلى أبريت ، فملكوا عليهم رجلا م ولد أبريت يقال له انداحس ، فعقد على رأسه تاجا وصار إليه جماعة من بني عمه وأهل بيته ، فأنفذت إليه جيشا تحاربه ، فلما رأى أنه لا طاقة له بها دعاها إلى الصلح وخطبها إلى نفسه وذكر لها ان الملك لا يقوم إلا بالرجال ، وخوفها ان يزول ملكهم بسببها ومكانها من الملك .
فعملت صنيعا وأمرت ان يحضر الناس على منازلهم فحضروا واكلوا وشربوا وبذلت لهم الأموال ، وعرفتهم ما جرى إليه ذلك الرجل من خطبتها فبعضهم صوب الرأي وبعضهم امتنع ، وقال لا نولي علينا غيرها لمعرفتنا بعقلها وفضلها وحكمتها ، وهي وارثة الملك .
ووثبوا على نفر ممن خالفهم فقتلوهم ، ثم خرجوا في جيش كثير ، فلقوا

233

نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست