نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 99
وقال الفقهاء أيضا ، ان نساء تهامة يحضن لتسع سنين ، لشدة الحر في بلادهن . قال الجاحظ : ولو لم يعرف باطل هذه الدعوى من أثر التقوى ، وتحفظ من الهوى ، الا بترك علي ( عليه السلام ) ذكر ذلك لنفسه والاحتجاج به على خصمه ، وقد نازع الرجال وناوى الاكفاء وجامع أهل الشورى ، لكان كافيا ، ومتى لم تصح لعلي عليه السلام هذه الدعوى في أيامه ، ولم يذكرها أهل عصره ، فهي عن ولده أعجز ، ومنهم أضعف ! ولم ينقل ان عليا ( عليه السلام ) احتج بذلك في موقف ، ولا ذكره في مجلس ، ولا قام به خطيبا ، ولا أدلى به واثقا ، لا سيما وقد رضيه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندكم مفزعا ومعلما ، وجعله للناس اماما . ولا ادعى له أحد ذلك في عصره ، كما لم يدعه لنفسه ، حتى يقول انسان واحد : الدليل على إمامته ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعاه إلى الاسلام أو كلفه التصديق قبل بلوغه ، ليكون ذلك آية للناس في عصره ، وحجة له ولولده من بعده ، فهذا كان أشد على طلحة والزبير وعائشة من كل ما ادعاه من فضائله وسوابقه وذكر قرابته [1] . قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : ان مثل الجاحظ مع فضله وعلمه ، لا يخفى عليه كذب هذه الدعوى وفسادها ، ولكنه يقول ما يقول تعصبا وعنادا ، وقد روى الناس كافة ، افتخار علي ( عليه السلام ) بالسبق إلى الاسلام ، وان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استنبئ يوم الاثنين ، وأسلم علي يوم الثلاثاء ، وانه كان يقول : صليت قبل الناس سبع سنين ، وانه ما زال يقول : أنا أول من أسلم ويفتخر بذلك ، ويفتخر له به أولياؤه ومادحوه وشيعته في عصره وبعد وفاته . والامر في ذلك أشهر من كل شهير ، وقد قدمنا منه طرفا ، وما