نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 126
بن ربيعة لم يدخلهما في الاسلام برفقه وحسن دعائه ، وقد زعمتم انهما كانا يجلسان إليه لعلمه وطريف حديثه ! وما باله لم يدخل جبير بن مطعم في الاسلام ، وقد ذكرتم انه أدبه وخرجه ، ومنه اخذ جبير العلم بأنساب قريش ومآثرها ! فكيف عجز عن هؤلاء الذين عددناهم ، وهم منه بالحال التي وصفنا ، ودعا من لم يكن بينه وبينه انس ولا معرفة ، إلا معرفة عيان ! وكيف لم يقبل منه عمر بن الخطاب ، وقد كان شكله ، وأقرب الناس شبها به في أغلب أخلاقه ! ولئن رجعتهم إلى الانصاف لتعلمن ان هؤلاء لم يكن اسلامهم إلا بدعاء الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهم ، وعلى يديه أسلموا ، ولو فكرتم في حسن التأتي في الدعاء ، ليصبحن لأبي طالب في ذلك على شركه اضعاف ما ذكرتموه لأبي بكر ، لأنكم رويتم أن أبا طالب قال لعلي ( عليه السلام ) : يا بني ألزمه ، فإنه لن يدعوك إلا إلى خير ، وقال لجعفر : صل جناح ابن عمك ، فأسلم بقوله ، ولأجله أصفق بنو عبد مناف على نصرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمكة من بني مخزوم وبني سهم وبني جمح ، ولأجله صبر بنو هاشم على الحصار في الشعب ، وبدعائه وإقباله على محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أسلمت امرأته فاطمة بنت أسد ، فهو أحسن رفقا ، وأيمن نقيبة من أبي بكر وغيره ، وإنما منعه عن الاسلام ان ثبت انه لم يسلم إلا تقية ، وأبو بكر لم يكن له إلا ابن واحد ، وهو عبد الرحمن ، فلم يمكنه أن يدخله في الاسلام ، ولا أمكنه إذ لم يقبل منه الاسلام أن يجعله كبعض مشركي قريش في قلة الأذى لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفيه أنزل ( والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني ان اخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن ان وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين ) [1] ، وانما يعرف حسن رفق الرجل وتأتيه بان يصلح أولا امر بيته وأهله ثم يدعو الأقرب فالأقرب فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما بعث كان أول من دعا زوجته خديجة ثم مكفوله وابن عمه عليا ( عليه السلام ) ثم مولاه زيدا ، ثم أم