نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 121
إسم الكتاب : أبو بكر بن أبي قحافة ( عدد الصفحات : 468)
بطنه ، وحسبك بالفقر فضيلة في دين الله لمن صبر عليه ، فإنك لا تجد صاحب الدنيا يتمناه لأنه مناف لحال الدنيا وأهلها ، وانما هو شعار أهل الآخرة . واما طاعة علي ( عليه السلام ) وكون الجاحظ زعم أنها كانت لأن في عز محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عزه وعز رهطه بخلاف طاعة أبي بكر ، فهذا يفتح عليه ان يكون جهاد حمزة كذلك ، وجهاد عبيدة بن الحارث ، وهجرة جعفر إلى الحبشة ، بل لعل محاماة المهاجرين من قريش على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت لان في دولته دولتهم ، وفي نصرته استجداد ملك لهم وهذا يجر إلى الالحاد ، ويفتح باب الزندقة ، ويفضي إلى الطعن في الاسلام والنبوة . قال الجاحظ : وعلى انا لو نزلنا إلى ما يريدونه ، جعلنا الفراش كالغار ، وخلصت فضائل أبي بكر في غير ذلك عن معارض . قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : قد بينا فضيلة المبيت على الفراش على فضيلة الصحبة في الغار ، بما هو واضح لمن أنصف ، ونزيدها هنا تأكيدا بما لم نذكره فيما تقدم فنقول : إن فضيلة المبيت على الفراش على الصحبة في الغار لوجهين : أحدهما : ان عليا ( عليه السلام ) قد كان انس بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحصل له بمصاحبته قديما انس عظيم والف شديد ، فلما فارقه عدم ذلك الانس وحصل به أبو بكر ، فكان ما يجده علي ( عليه السلام ) من الوحشة وألم الفرقة موجبا زيادة ثوابه ، لان الثواب على قدر المشقة . وثانيهما : ان ابا بكر كان يؤثر الخروج من مكة ، وقد كان خرج من قبل فردا فازداد كراهية للمقام ، فلما خرج مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وافق ذلك هوى قلبه ومحبوب نفسه ، فلم يكن له من الفضيلة ما يوازي فضيلة من احتمل المشقة العظيمة ، وعرض نفسه لوقع السيوف ، ورأسه لرضخ الحجارة ، لأنه على قدر سهولة العبادة يكون نقصان الثواب .
121
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 121